مخالفات خطيرة: عقوبات مشددة للسياقة تحت تأثير الكحول تصل إلى 5 سنوات سجناً    صفقة القرن: تسلا تتحالف مع سامسونغ في مشروع بالمليارات !    رحيل نجلها يهزّ القلوب.. فيروز تظهر علنًا في وداع نجلها زياد الرحباني    بنزرت: إنتشال جثة شاب غرق في منطقة الجوابي بشاطئ صونين    مونديال أصاغر لكرة اليد: برنامج مقابلات المنتخب الوطني في المسابقة    بطولة بورتو للتنس : معز الشرقي يفوز على البرتغالي ديوغو ماركيس ويتاهل الى الجدول الرئيسي    جسران جديدان باش يتحلوا في قلب العاصمة... شنوّا اللي باش يتبدّل؟    عاجل/ بطاقة إيداع بالسجن في حق مغني الراب "علاء"..وهذه التفاصيل..    تونس: لحوم مورّدة بأسعار مدروسة: 38,900 د للضأن و37,800 د للأبقار في الأسواق التونسية    تفاصيل مهمة بشأن الزيادة في أسعار بعض الأدوية والتخفيض في أدوية أخرى    إيران تعلن إحباط مخطط يتزعمه الأمير بهلوي لإسقاط النظام    الجولة القارية الفضية لألعاب القوى: رحاب الظاهري تنهي السباق في المرتبة السادسة    الكاف: مشاريع الماء الصالح للشرب والبنية التحتية ابرز اهتمامات زيارة ميدانية لبلدية بهرة    "فقد لا يُعوّض إنسانياً وفنياً".. هكذا تنعي ميادة الحناوي زياد الرحباني    اختتام مهرجان سيدي حمادة.. ختامها مسك مع رؤوف ماهر ويوم العلم النقطة المضيئة    فيلم "عائشة" لمهدي البرصاوي يفوز بجائزة أفضل فيلم روائي طويل خلال الدورة 46 من مهرجان دوربان السينمائي الدولي بجنوب إفريقيا    وفد من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات يشارك في ملاحظة الانتخابات البلديّة بفنزويلا    عاجل/ وزارة الصحة تحذر من هذا المرض الخطير..    زلزال بقوة 5 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    ألمانيا تعلن عن استعدادها لمزيد الضغط على إسرائيل من أجل غزة..    عاجل: إحباط محاولة تهريب كمية من الأدوية إلى بلد مجاور بمعبر الذهيبة..    اليوم 28 جويلية: رد بالك تعوم في البلاصة هاذي !    أمنية تونسي: نحب نفرح من غير ''لايك'' ونحزن من غير ''ستوريات'' ونبعث جواب فيه ''نحبّك''    عاجل: انطلاق إرسال الاستدعاءات الخاصة بعرفاء حرس الحدود...اليك مواعيد الاختبارات    حمام الغزاز: وفاة شاب في اصطدام دراجة نارية بشاحنة خفيفة    تحس روحك ديما تاعب؟ ممكن السبب ما تتصوروش    خبيرة تجميل تونسية: هذه أحدث تقنيات الرموش الاصطناعية... وزيت الزيتونة هو السرّ    محرز الغنوشي: ''السباحة ممكنة بالسواحل الشرقية من قليبية الى جرجيس''    الحماية المدنية تتدخّل لإطفاء 179 حريقا خلال ال24 ساعة الفارطة    خطايا جديدة ومشدّدة للسائقين المخالفين... انتبه قبل أن تُمسك المقود!    ريال مدريد يشعل الميركاتو: نجوم كبار على باب الخروج وصفقات نارية في الطريق!    سحب رخصة السياقة يعود بقوة...وقانون الطرقات الجديد يدخل حيز التنفيذ قريبًا!    وزارة الداخلية تكشف عن جملة من الخدمات متوفّرة للتونسيين بالخارج..    بن عروس : زياد غرسة يفتتح الدورة الثالثة والأربعين لمهرجان بوقرنين الدولي    لقاء يجمع سفير أمريكا بتونس بالمخرج التونسي مجدي السميري    عاجل/ هاتفا "الموت لترامب..الله أكبر": مسافر يهدد بتفجير طائرة..    جهاز الكشف عن تعاطي المخدرات ...يقدر بحوالي'' 5 ملاين''    زوجة حاتم العوينى المشارك في سفينة حنظلة تكشف سبب رفضه التوقيع على وثيقة الترحيل    ''جواز سفر في نصف ساعة'': وزارة الداخلية تعزز خدماتها للجالية بالخارج    نابل: إنتاج الكروم المعدّة للتحويل يتجاوز 17 ألف طن رغم تراجع المساحات    عاجل/ بلاغ هام للتونسيين من "الصوناد"..    تنبيه هام لمستعملي هذه الطريق..#خبر_عاجل    بطولة افريقيا للكاراتي: المنتخب الوطني يحرز 6 ميداليات من بينها ذهبيتان    السلوفيني بوغاتشار يتوج بلقبه الرابع في طواف فرنسا للدراجات الهوائية    بطولة أوروبا لكرة القدم سيدات: إنقلترا تتوج باللقب على حساب إسبانيا    تركيا: حرائق الغابات تقترب من رابع أكبر مدينة في البلاد    محمد عساف في مهرجان قرطاج: "هنا نغني كي لا نصمت، نغني كي لا تنسى غزة"    طقس اليوم.. درجات الحرارة في ارتفاع طفيف    تاريخ الخيانات السياسية (28).. نهاية بابك الخُرّمِي    استراحة صيفية    صيف المبدعين ..الكاتب سامي النّيفر .. حقول اللّوز الشّاسعة وبيت جدّي العامر بالخيرات    اليوم: غلق نفق محول بئر القصعة    تحذير    مباراة ودية: هزيمة الترجي الرياضي أمام المصري البورسعيدي بنتيجة 0 - 1    القصرين : صابة قياسية وغير مسبوقة من الفستق خلال الموسم الفلاحي الحالي    مختصة: التغذية المتوازنة تقي من الإصابة بعدد من الأمراض النفسية..    عاجل/ التحقيق مع أستاذة في الفقه بعد اصدار فتوى "إباحة الحشيش"..    يوم غد السبت مفتتح شهر صفر 1447 هجري (مفتي الجمهورية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد عساف على ركح قرطاج.. ليلة وفاء لغزة وصرخة في وجه الصمت
نشر في باب نات يوم 28 - 07 - 2025

هي ليلة ليست كالليالي، على مسرح قرطاج، انعتق فيها الفن عن عوالم الطرب والموسيقى ليتجلى مرثية وصرخة في وجه صمت ثقيل في الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي مساء الأحد،حيث احتفى الجمهور بصوت يسري من رزح الركام، جاء مثقلا بوجع الحرب ورائحة التراب المقاوم.. مرآة غزة وأنينها، محمد عساف
"حي فلسطين" ، كان الصوت الطاغي هاتفا باسم شعب الجبارين ، ليتوشح الفضاء وجنبات المكان بالاعلام الفلسطينية والتونسية في سماء المدارج، رفرفت كقلوب خافقة بالحلم والألم معا " الحرية لفلسطين"،فلم يكن الجمهور مجرد مستمع ، بل كان شريكا في الرسالة.. هنا نغني كي لا نصمت، نغني كي لا تنسى غزة..
عساف، ابن غزة، على ركح قرطاج كان شامخ القامة، حنجرة تضج كبرياء ، لكن عيناه فضحتهما شقوق الوجع، خاطب جمهوره بصدق يشبه ترابه: "نحن اليوم في تونس الحبيبة التي قال فيها الشاعر محمود درويش كيف نشفى من حب تونس...كل المحبة لتونس... تحية لفلسطين أم البدايات وأم النهايات، غزة العزة التي تتعرض للإبادة أمام هذا الصمت...لك الله يا فلسطين... جئتكم اليوم والألم يعتصرني، واخترت تواجدي في قرطاج المنارة الثقافية حتى نُسمع أصواتنا".
قبل أن يغني ، تغنّت كلماته بالاهات التي تسكنها رجفة الأم المترقبة على بوابة مستشفى ميداني في غزة ، ليطل صوته المكلوم ، ويضيء ليل قرطاج: "يا دنيا اشهدي"، فالعرض منذ البداية مهدى لغزة،وأجره أيضا موجه لأهلها..هكذا كان الفن هذه الليلة ،أعمق من الأغنية، وأعمق من المسرح.
غنّى عساف "ارفع راسك" ،فرفعت الحناجر معها كل الرؤوس، وتغنى "يا فلسطين جينالك" وصدح "منتصب القامة أمشي" من ألحان مارسيل خليفة وكلمات الشاعر سميح القاسم، فكان صوته ينفث في الهواء سطورا من كبرياء، خص الأمهات والبنات بأغنية حملت عزما آخر: "يا بنات بلادنا يا زاد عتادنا"،وغنى "على الكوفية"، و"شدوا الهمة"، و"بكتب اسمك يا بلادي" التي كتبها إيلي شويري ذات حنين قديم من السماء إلى بيروت، فتوحدت كل أوطان الحاضرين في اسم واحد: فلسطين.
ثم كان لابن غزة نشيده الخاص.. "غزة أرض المجد وأرض العزة" و"سلام لغزة سلام" ،كلمات ولحن من أوجاع غزة إلى عنادها ، وقدم عساف نشيدا ولد قبل تسعين عاما وظل صامدا في الحناجر: "موطني" للشاعر جمال طوقان،ومن ألحان محمد فليفل، نشيد هو الآخر لا يموت، كما لا تموت غزة.
محمد عساف، الذي عرفه الملايين طفلا يشق الحدود بحلمه ليصل إلى "أراب آيدول" في اللحظات الأخيرة، حمل معه ذات الحلم إلى قرطاج، فهو ذاك الفتى الذي انتصر بصوته ذات ليلة، حين صوت له أكثر من 68 مليون قلبٍ عربي، جاء ليذكرنا أن اللقب الحقيقي الذي حمله ليس نجم الغناء العربي، بل نجم من نجوم غزة المعلقة بين القصف والكرامة.
ليلة محمد عساف على ركح قرطاج لم تكن مجرد حفل،بل وقفة شموخ ، كانت صرخة أمل، كانت دمعا يليق بغزة وأمهاتها وأطفالها... كان الغناء فسحة حرية حين تغلق الأبواب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.