لم يشفع المخزون المائي الهائل الذي تتميز به جهة جندوبة بفضل سدودها وبحيراتها الكثيرة لسكانها بأن يعيشوا بمنأى عن العطش . إذا كان البعض من السكان خيروا شراء الماء من سيارات تبيع الماء فإن البعض الآخر التجؤوا للعيون الطبيعية والآبار وحتى الوديان والمواجل والغدران. * جندوبة الشروق : ولكن ليس المهم في تحصيل الماء ولكن المهم كيف هو هذا الماء فهو ماء تغيب عنه الظروف الصحية الملائمة جراء التلوث وغياب المراقبة الصحية وإخضاع المياه للتحاليل المخبرية للتثبت من صحتها وسلامتها وكذلك عدم إخضاعها للتعقيم فكم من تجمعات سكنية بالمناطق الريفية تتزود من مياه شرب الآبار القديمة المهجورة المتواجدة بأعماقها حيوانات نافقة وعرضة للغبار والأتربة وحتى جرف السيول ومياه الأمطار وكم من تجمع سكني يتزود أصحابه من عين في الهواء الطلق يتراءى بالعين المجردة وسط مياهها حشرات وأتربة , ومع ذلك لا يكترث أهل القرار بسوء العاقبة لأن العشرات إن لم نقل المئات أصيبوا بأمراض الالتهاب الكبدي الفيروسي رغم التكتم من طرف المصالح الصحية عن عدد الإصابات وحالات المرض بسبب المياه الملوثة .. وقد أكدت بعض الإحصائيات أن أكثر من نصف مصادر المياه بالمناطق الريفية تنعدم بها الرقابة الصحية بما يغيب مصطلح «الماء الصالح للشراب» وهو ما يفترض حملات رقابة لجميع المناطق الريفية وأخذ عينات من المياه المستعملة للتثبت من سلامتها حتى يتقلص حجم المعاناة والأمراض الناجمة عن رداءة المياه . مصالح «الصوناد» والصحة تطمئن والي جندوبة محمد صدقي بوعون أكد أن أولى الحلول لمعضلة الماء الصالح للشراب بالأرياف سيوفرها مشروع المحاور الكبرى الذي سيمكن نحو 200 ألف ساكن من الماء الصالح للشراب والبالغ كلفته 84 مليون دينار والذي سيدخل طور الاستغلال في جزئه الأكبر قبل موفى 2018 على أن ينطلق تزويد منطقة السواني والتي تضم حوالي 800 عائلة بالماء الصالح للشراب غرة ماي 2018 . والي الجهة أكد أنه تم خلال الصائفة الفارطة تهيئة 14 عينا طبيعية بمعتمديات غار الدماء وفرنانة وجندوبة الشمالية لتجاوز معضلة الماء الصالح للشراب في انتظار كما سبق الذكر حلول المحاور الكبرى. خالد جداولية رئيس إقليم الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بجندوبة أكد أنه تتم عملية مراقبة دورية للآبار العميقة وتتم عملية تحليل المياه إضافة لتعقيمها وفق الطرق المعمول بهاحيث تتم أخذ عينات شهريا ويتم ارسالها لمركز التحاليل بغدير القلة بالعاصمة لتخضع لتحليل فيزيو كيميائي كما تتم التحاليل البكتيرولوجية بالمستشفى الجهوي بجندوبة بصفة يومية وأسبوعية من خلال عمل فريق المراقبة الصحية للصوناد لذلك لا خوف من استعمال هذه المياه . رئيس دائرة الهندسة الريفية بالمندوبية الجهوية للفلاحة بجندوبة ناجي بوسعيدي أكد أن مراقبة العيون الطبيعية يتم عن طريق المندوبية وتخضع العملية لنوعين من المراقبة تتعلق الأولى بمراقبة الجراثيم والثانية بمراقبة طبيعة الماء وقد قامت مصالح المندوبية الجهوية للفلاحة بحملة مراقبة شملت 332 عينا مستغلة بالمناطق الريفية والجبلية قمنا خلالها بالتحاليل الضرورية وتخضع العيون لعمليات مراقبة بطلب من المواطنين قبل ان تدخل طور الاستغلال وتتم العمليات صيفا عند ذروة الاستغلال علما وأن استغلال العيون الطبيعية هو حل ظرفي في انتظار مشاريع لتزويد المناطق الريفية بالماء الصالح للشراب ضمن الشبكة كما انه وفي اطار صعوبة تعقيم العيون الطبيعية نعول على التثقيف الصحي لفرق الرقابة الصحية التابعة للادارة الجهوية للصحة بما يجعل المواطن يعتمد على طريقة التعقيم الذاتي بما يجنبه اي اشكال صحي في استعمال مياه العيون الطبيعية