لم تكتف بالضعف أو الضعفين أو فنلقل حتى ثلاثة أضعاف بل خرجت علينا ودون سابق إنذار بخبر يقول إنها ضاعفت سعر دقيقتها السعيدة خمس مرات بشكل مفاجئ ليصبح سعر دقيقة الهاتف القار 50 مليما عوض 10 مليمات في السابق وطبعا لم يسبق هذا الخبر السعيد أي إشعار أو إشهار مثلما هو الحال بالنسبة لعروضها التجارية التي ترهقنا عادة باشهاراتها التلفزية والإذاعية والشوارعية إذا صحت العبارة اتصالات تونس التي دائما ما ترفع شعار *على خاطرك نقدموا* لم تأخذ بخاطر الحريف وزادت إرهاق جيب من يحتمي بالهاتف القار على اعتبار تكلفته البسيطة وزادت في مضاعفة فواتيره رغم أن الكثيرين تخلوا منذ وقت بعيد على خدمات القار الذي لم يعد صالحا إلا للربط بشبكة الانترنيت أو للاتصال ببرامج الإذاعة الوطنية فعلتها اتصالات تونس وقد تجد طبعا لذلك ألف عذر كمجابهة التضخم المالي واتقاء شر الأزمات المالية والتأقلم مع متغيرات السوق اثر دخول منافسين لها إضافة إلى إعادة تهيئة "بيت" الهاتف القار ولا أحد سيلومها في ذلك فمنذ متى نلوم مؤسساتنا العمومية على رفع أسعارها فنخن تعودنا على الامتثال والسمع والطاعة الحكاية انتهت كما بدأت دون ضوضاء كبيرة وحتى المطالع لصحفنا اليومية والأسبوعية لا يجد تركيزا على هذه الزيادة التي تعتبر كبيرة للغاية وغير متعود عليها في وقت يتنافس فيه المشغلون على ربح اكبر قسم من الحرفاء ولكن لاتصالات تونس رأي أخر فالمنافسة حسب تعريفها تقتضي الترفيع لا التخفيض طبعا نعتذر عن كلمة "ترفيع" فالأًصح "تعديل" مثلما تورده صحفنا جميعها إذا تعلق الأمر بزيادات في أسعار الخدمات أو المواد الاستهلاكية أما خلال الزيادة اليتيمة للرواتب حينها يصبح التأكيد ضروريا على كلمة "زيادة" و"ترفيع" وما إلى ذلك..صحفنا اختارت طواعية عدم التدخل في "اتصالات تونس" وحرفائها ربما اعتبرته شأنا شخصيا أو ما شابه وربما ما يبرر اختيار صحفنا لإتباع مبدأ " لا أرى لا أٍسمع لا أتكلم " خشيتها على القارئ فليس من المعقول أن نجد في صحيفة تونسية صفحة كاملة عليها إشهار لهذه الشركة وفي الصفحة الموالية نقد لهذا الترفيع المفاجئ وغير المعلن مما يتعب نظر القارئ ويغضب شركتنا الموقرة المصيبة أن صحفنا لا تتعامل بشيء من المهنية مع الترفيعات أو فلنقل "التعديلات" المتتالية والتي شملت عدة قطاعات بل وتعتمد أسلوب تبرير الشيء في ضرب من الاستبلاه التام لقرائها الذين يستمر عددهم في التناقص بعد أن عرفوا أنها لا تصلح في غالبيتها إلا لممارسة أنواع الشكر والترحيب أطعمت شرطة اتصالات تونس صحافتنا وكرد جميل استحت عيون إعلامنا واختارت النعاس كعادتها الذي طال كثيرا ولا من موقظ وزاد في نهم "التعديلات" حتى أصبحنا شعبا ينام على ترفيع ويصبح على آخر..عذرا قصدت "تعديل"