تعقد بالعاصمة القطريةالدوحة، يوم الإثنين 15 سبتمبر 2025، أشغال القمة العربية الإسلامية الطارئة المخصصة للنظر في الردّ على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية يوم 9 سبتمبر وأودى بحياة عدد من قادة حركة "حماس" ومواطنين مدنيين. وأثار هذا الاعتداء موجة تضامن عربي وإسلامي ودولي مع قطر، إلى جانب تجدد الشكوك بشأن صدقية التعاون مع إسرائيل في ملفات إقليمية، لاسيما دور الوساطة الذي تضطلع به الدوحة في مساعي وقف الحرب على قطاع غزة. جذور القمم الإسلامية الطارئة تُعتبر قمة الدوحة المرتقبة حلقة جديدة في مسار القمم الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي، التي وُلدت عقب حريق المسجد الأقصى في 21 أوت 1969، عندما أضرم متطرف يهودي النار فيه، ما دفع إلى عقد قمة الرباط الطارئة يوم 25 سبتمبر 1969 بمشاركة 24 دولة إسلامية. وقد أسفرت عن إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي (التي تحوّلت لاحقا إلى منظمة التعاون الإسلامي) لتكون إطارا جامعاً للتضامن الإسلامي في مواجهة التحديات، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. محطات بارزة * قمة الدوحة 2000: جاءت إثر اندلاع انتفاضة الأقصى بعد زيارة أرييل شارون للحرم القدسي. أكدت على الاعتراف بدولة فلسطين، ودعت إلى مقاطعة إسرائيل وتقديم الدعم المالي والسياسي للشعب الفلسطيني. * قمة إسطنبول 2017: عُقدت على خلفية قرار الولاياتالمتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأصدرت "إعلان إسطنبول" الذي اعتبر القرار الأميركي باطلاً ودعا إلى تحرك دولي لعزلة إسرائيل دبلوماسياً. * قمة الرياض 2023: التأمت عقب اندلاع حرب غزة بعد عملية "طوفان الأقصى"، وأدانت العدوان الإسرائيلي، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات، مع الدعوة إلى تحقيق دولي في "جرائم الحرب". القمة الجديدة: بين التضامن والتساؤلات القمة الطارئة في الدوحة 2025، التي تنعقد بالشراكة بين منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، تأتي في ظرف إقليمي دقيق، حيث يرى محللون أن استهداف إسرائيل لعاصمة عربية كبرى في الخليج قد يدفع إلى إعادة إحياء اتفاقية الدفاع المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي وقوة درع الجزيرة. ورغم أن القمم الإسلامية الطارئة شكّلت في الماضي إطاراً للتنديد والتعبير عن المواقف، فإن التساؤلات تظل قائمة حول ما إذا كانت قمة الدوحة ستقتصر على إصدار بيانات إدانة جديدة، أم ستفضي إلى خطوات عملية أكثر صرامة في مواجهة التصعيد الإسرائيلي وتداعياته على الأمن الإقليمي.