القاهرة:تحط القمة الإسلامية الثانية عشر رحالها في العاصمة المصرية القاهرة بجناحين أولهما التاريخ بهيبته، وثانيهما الحاضر بأحداثه المتسارعة التي تنتظر القرار ولا تحتمل الفرار من أجندة يخطها ربيع عربي منذ أكثر من عامين. وليس هذا بجديد على القمة الإسلامية، التي ومنذ أولاها عام 1969 وحتى آخرها عام 2008 غالبا ما واكبتها أحداث هامة وربما محورية في تاريخ العالم الإسلامي. واستضافت المغرب القمة 3 دورات، فيما عقدت بكل من السعودية والسنغال وباكستان مرتين، ومرة واحدة في قطر والكويت، وتعد القمة المرتقبة الأسبوع الجاري هي الأولى التي تستضيفها مصر. وفيما يلي استعراض للقمم الإسلامية السابقة وما واكبها من أحداث تاريخية بارزة: 1- قمة الرباط الأولى 1969 عقب قيام إسرائيلي بحرق المسجد الأقصى في 21 أغسطس/آب 1969 تداعى رؤساء بلدان وحكومات 25 دولة إسلامية وممثلين عن الأقلية المسلمة في الهند ومنظمة التحرير الفلسطينية وعقدوا قمتهم الإسلامية الأولى في العاصمة المغربية الرباط خلال الفترة من 22 إلى 25 سبتمبر/أيلول 1969. وأدان المؤتمرون حرق لمسجد الأقصى وأعلنوا التزامهم باستمرار التشاور بينهم بغية التعاون الوثيق والمساعدة المتبادلة في الميادين الاقتصادية والعلمية والثقافية، والتزامهم بتسوية المشكلات التي قد تنشأ فيما بين بلادهم بالوسائل السلمية. كما انتهوا إلى إنشاء منظمة إسلامية دولية تضم الدول المشاركة في المؤتمر ومن ينضم إليها ويلتزم مبادئها من الدول الإسلامية باسم "منظمة التعاون الإسلامي". 2- قمة لاهور 1974 القمة الثانية عقدت في لاهور بباكستان عام 1974 بمشاركة 35 دولة، إضافة منظمة التحرير الفلسطينية كممثل عن فلسطين، وانتهوا لعدة قرارات خاصة بالقضية الفلسطينية عامة والقدس خاصة، وصندوق التضامن الإسلامي، والتنمية، والعلاقات الدولية، إضافة إلى اتفاقهم على صون التضامن بين الدول الاسلامية واحترام استقلال كل دولة وسلامة أراضيها واجتناب التدخل في الشؤون الداخلية لأي منها. 3- قمة مكةالمكرمة 1981 أما القمة الثالثة فانعقدت عام 1981 في مكة بالمملكة العربية السعودية تحت عنوان "دورة فلسطين والقدس"، واعتبرت فلسطين قضية الأمة، مؤكدة عدم جواز انفراد أي طرف من عربية أو إسلامي بحل لقضية فلسطين خاصة، والصراع العربي الاسرائيلي عامة، كما ناقشت الوضع في أفغانستان والنزاع العراقي الإيراني. 4- قمة الدار البيضاء 1984 واستضافت مدينة الدار البيضاء بالمغرب القمة الإسلامية الرابعة عام 1984 بمشاركة ملوك وأمراء ورؤساء وممثلون عن 42 دولة، والتي دعت آنذاك كلا من العراق وايران إلى وقف اطلاق النار، والموافقة على تشكيل قوة اسلامية للرقابة على تطبيق هذا القرار، ورحبت أيضاً بانضمام سلطنة بروناي إلى منظمة التعاون الإسلامي، ووجهت نداءً للولايات المتحدة الأميركية لإعادة النظر في قرارها الخاص بالانسحاب من اليونسكو. 5- قمة الكويت 1987 وعقدت القمة الإسلامية الخامسة في الكويت تحت عنوان (دورة التضامن الإسلامي) في الفترة من 26 إلى 29 يناير 1987، بمشاركة 44 دولة، أدانوا جميعا ما وصفوه ب"الحملة الأميركية البريطانية الاسرائيلية على سوريا وبعض الدول الإسلامية لتشويه سمعتها دولياً ومحاولة النيل من نضالها المشروع ضد المخططات الاميركية الصهيونية في المنطقة". 6- قمة داكار 1991 وفي عام 1991 عقدت القمة الإسلامية السادسة في العاصمة السنغالية داكار، واهتم بتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، وأشاد ب"صمود المواطنين العرب السوريين في الجولان المحتل في وجه الاحتلال الاسرائيلي". 7- قمة الدار البيضاء 1994 وتحت عنوان "المشاكل الاقتصادية في البلدان الإسلامية" عقدت عام 1994 القمة الإسلامية السابعة في مدينة الدار البيضاء بالمغرب. 8- إعلان إسلام أباد 1997 عقدت القمة الثامنة بشكل طارئ في إسلام آباد بباكستان عام 1997 لمناقشة قضية جامو وكشمير، بالإضافة لقضية فلسطين. 9- مؤتمر الدوحة 2003 وخصصت القمة الاستثنائية التاسعة التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة عام 2003 لتدارس التهديدات بهجوم عسكري أمريكي على العراق والظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية إبان انتفاضة الأقصى، وأعلن المشاركون رفضهم القاطع لضرب العراق أو تهديد أمن وسلامة أية دولة إسلامية، وضرورة حل المسألة العراقية بالطرق السلمية في إطار منظمة الأممالمتحدة ووفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. 10- مؤتمر مكةالمكرمة الاستثنائي 2005 عقد مؤتمر القمة الإسلامية العاشر بشكل استثنائي أيضاً في مكة عام 2005، بعنوان "مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين-التضامن في العمل"، حيث أكد المشاركون نبذهم ل"كل أشكال العنف والغلو والتطرف"، وأبدوا استيائهم من "ظاهرة كراهية ومعاداة الإسلام في العالم واعتبارها شكلاً من أشكال العنصرية". 11- قمة داكار 2008 وعقدت آخر قمة إسلامية في العاصمة السنغالية داكار عام 2008، حيث ناقشت جملة من القضايا المهمة التي تتعلق بالقدس وقضية فلسطين وشؤون الجماعات والمجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي. إيمان نصار