كلنا صالحون كلنا خيرون كلنا متحابون كلنا متدينون وكلنا طاهرون عفيفون..لا مجال للتشكيك في هذا الأمر فنحن شعب لا يعرف للموبقات بأنواعها سبيلا ترتسم على جباهنا جميعا تلك البقعة الغامقة والتي تثبت أننا لا نفارق زربية الصلاة صباحا أو مساء ولا تعرف السبحة الى مغادرة أصابعنا سبيلا لا أحد فينا يعاقر الخمرة أو يرتاد الخمارات بأنواعها من الحقيرة الى المحترمة فكلنا أتقياء لا نبارح منازلنا ليلا عندما نريد نسيان مصائبنا أو همومنا نلتجأ لشرب بعض الحليب خالي الدسم أما عندما نحتاج لبعض النشوة فاننا نلتجأ الى بعض الكؤوس من الحشائش المغلاة التي تعطينا بعضا من لحظات النشوة والسعادة دون الحاجة الى الكحوليات العينة لا أحد فينا مارس "الزنا" قبلا ولا تعرف أجسادنا الى ممارسة الجنس سبيلا الا بعد الزواج وحتى تلك الاحصائيات الحكومية الصائدة في الماء العكر والتي تقول أن غالبية الفتيان والفتيات التونسيات يمارسون الجنس قبل الزواج فهي احصائيات مغرضة الغرض منها الاعتداء الصارخ على طهارة أجسادنا التي تظل نقية الى أن يكتب الله لنا زوجة صالحة أو زوجا صالحا يقينا شرور رغباتنا الحقيرة فلا عذرية لاحداهن قد فقدت كلنا نعتبر مضرب الأمثال في الأخلاق الرفيعة وحسن المعشر لا تتقن أفواهنا السب والشتم واهانة الآخرين ان اختلفوا معنا في فكرة أو عقيدة ولا تتفنن في دفع الالاف من العبارات البذيئة في كل مقام وفي وجوه الجميع..لا يفارق الحب قلوبنا النقية الصافية التي وضعها الله في أجسادنا وعمرها بالطيبة والحنان كلنا نلعن تلك الممارسات الضالة من تحرش جنسي وسرقة ورشوة وكلام بذيء ووو ونستنكر كل من يتطاول على الأخلاق الرفيعة..نحن حماة الفضيلة وحراس المدينة الفاضلة نتسابق للظهور بمظهر الابرياء الاتقياء وارتداء لباس العفة كلما سنحت الفرصة تزعجنا وجوهنا الحقيقية التي ذهب التعفن أشواطا في تشويه تفاصيلها ونتمتع بلباس أقنعة نختارها بعناية لتقينا مغبة النظر مليا في تشوهاتنا نرتدي هذا القناع بعناية شديدة ونخفي تشوهاتنا وراءه ونرفع شعارات الاستقامة ليلا نهارا نسب كل ما يذكرنا في عفن وجوهنا الحقيقية ونكيل له التهم بزعزعة أخلاقنا وتديننا وعفتنا..نحاول دائما لعب هذا الدور حتى كدنا نصدق أنفسنا نرحب بمن يخدعنا ويضحك على ذقوننا ويسايرنا أما من يناقشتنا في تشوهاتنا أو يكشف النقاب عن جرعات نفاقنا فمصيره المقاطعة اضافة الى كيل ما تيسر من الشباب والشتائم نحن قوم ندعي الفضيلة ونحترف "النفاق" الاجتماعي والديني ولا نلتفت لحجم تقرحاتنا حتى صرنا نصبح على نفاق ونمسي على نفاق والويل لمن يفضح عيوبنا أو يتجرأ على محاولة سحب أقنعتنا المباركة المزودة بالاخلاق الرفيعة والتدين الكاذب والتي التصقت على وجوهنا وصار صعبا نزعها من ضدة الالتصاق..البقية فاسدون فاسقون فاجرون ونحن أرباب الفضيلة..فهل من اعتراض ؟؟ حمدي مسيهلي يحاولون إخصاء الفكر رأي: بسيكوأم بين التحريض و حرية التعبير هل ارتكب المغنّي" بسيكو أم" جرمًا في حق ألفة يوسف و سوسن معالج ؟