أكد الرئيس المدير العام لوكالة تونس افريقيا للأنباء 'وات' ناجح الميساوي بجوهانسبورغ (جنوب افريقيا) أن ''الاعلام يمثل ركيزة أساسية لتحقيق السلم والاستقرار وخدمة قضايا التنمية المشتركة في افريقيا'' . ''وشدد الميساوي في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الشراكة الصينية الافريقية المنعقد حاليا بجوهانسبورغ تحت شعار '' اعلام الجنوب العالمي ومراكز التفكير ، على ''ضرورة تعزيز التعاون في الشؤون الإقليمية والدولية عبر التبادل الإعلامي، الذي يسهم في بناء رسائل وخطابات مشتركة حول قضايا التنمية والاستقرار، وفي دعم المنظومة الدولية لتحقيق الأمن والسلام''. وأوضح أن الإعلام اليوم لم ''يعد مجرّد وسيلة لنقل الأخبار أو تبادل المعلومات، بل صار أحد أبرز أدوات القوة الثقافية والإعلامية ''التي تؤثر في اتجاهات الرأي العام، وتساهم في صناعة القرار، وتؤسس لثقافة الحوار والتفاهم بين الشعوب. وأفاد الرئيس المدير العام لوات أن العالم صار اليوم في حاجة ماسّة إلى إعلام مسؤولٍ يواجه خطاب الكراهية والانقسام بخطاب بنّاء يدعو إلى التفاهم والوحدة، مبرزا أنه يمكن للإعلاميين في كل من تونسوالصين من خلال تبادل البرامج والزيارات المهنية والتدريب المشترك، أن يعززوا فهمهم للثقافة والواقع الاجتماعي للطرف الآخر، مما يساهم في بناء خطاب إعلامي إنساني. وأبرز في السياق ذاته، أن البرامج التبادلية، والزيارات المهنية بين الصحفيين، أصبحت أداة لتعزيز الوعي الحضاري المشترك وترسيخ ثقافة السلام وتجسّم ذلك في عديد الاتفاقيات سواء في مجال الإعلام الوكالاتي أو التلفزي والإذاعي، مشيرا الى أنه '' تمّ توقيع عدد من الاتفاقيات في المجال، خلال زيارة رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى الصين في بيكين ولقائه رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ سنة 2024. '' وذكر في هذا الخصوص بأنّ الصين'' عبر سفارتها بتونس قدمت عديد الهبات إلى وكالة الأنباء التونسية في إطار الدعم اللوجيستي وتطوير وسائل العمل بهذه المؤسسة الإعلامية العمومية المرموقة ''. وأضاف قوله ان'' الشراكة الإعلامية بين الصينوتونس من هذا المنطلق '' تمثل عاملا استراتيجيا لتعزيز التعاون الثنائي ''وتوسيع آفاق التفاهم المتبادل بين شعوبنا. وكان للرئيس المدير العام لوات لقاء مع مدير تحرير وكالة الانباء الصينية شينخوا "لي يانسونغ" تم خلاله استعراض أوجه التعاون بين الوكالتين والتأكيد على مزيد تطويرها في ضوء الاتفاقية الموقعة بينهما سنة 2024 وخاصة ما يتعلق بتبادل الاخبار والوفود الصحفية. وبخصوص انعقاد مؤتمر الشراكة الصينية -الافريقية ، اعتبر الميساوي أن هذا المؤتمر '' لا يعد مجرد حدث اقتصادي ودبلوماسي وجامعي واعلامي عابر، بل هو تأكيد واضح على التزام الصين المتواصل بتعزيز التعاون جنوب–جنوب، ودعم قضايا التنمية والسلام المستدام، على أسس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.'' وأبرز أن الصين وإفريقيا ''تلتزمان بإصلاح الحوكمة العالمية من خلال مبادرة الحوكمة العالمية الصينية التي تركز على تعزيز دور الأممالمتحدة، وتطبيق مبادئ المساواة في السيادة، وسيادة القانون الدولي، وتعتبر تونس والعديد من الدول الإفريقية شركاء رئيسيين في هذه المبادرة، مؤكدا دعم تطلعات الصين نحو نظام عالمي أكثر عدلاً''. من جهتها ، أكدت رئيس الإدارة المركزية لإعلام أوروبا والأمريكيتين وآسيا وأستراليا بالهيئة العامة للاستعلامات، نشوى عبد الحميد، أن مبادرة الحوكمة العالمية أبرزت فرص جديدة للدول الإفريقية لتحديد مكانتها في عالمٍ متعدد الأقطاب بشكلٍ متزايد، مضيفة أن مبادرة الحوكمة العالمية تهدف إلى تعزيز نظام حوكمة عالمية أكثر عدلاً وإنصافاً. وأوضحت أن التعاون الصيني الإفريقي يركز على تحقيق الرخاء المشترك والتنمية المستدامة للشعوب الإفريقية والصين على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، مشيدة بما حققته الصين حيث انتقلت هذه الدولة ذات التاريخ العريق من كونها من بين الدول النامية إلى أن "صارت القوة الاقتصادية الحقيقية" الرائدة في العالم، مما منح الدول النامية عموماً وإفريقيا خصوصاً بصيص أمل. وقال ليوي يان سونغ، رئيس تحرير وكالة أنباء (شينخوا) الصينية ، في كلمته الرئيسية، إن الرئيس الصيني شي جين بينغ، أعطى دائما اهتماما كبيرا للتعاون الصيني-الأفريقي، واقترح شي، خلال قمة منتدى التعاون الصيني-الأفريقي (فوكاك) في بكين التي عقدت في سبتمبر من العام الماضي، الارتقاء بالخصائص الشاملة للعلاقات الصينية-الأفريقية إلى مجتمع صيني-أفريقي ذي مستقبل مشترك في جميع الأحوال في العصر الجديد. وفي سياق إشارته إلى أن وسائل الإعلام ومراكز البحوث تحمل مهاما مهمة تتمثل في نشر معلومات موثوقة وتسجيل أحداث عصرنا، قال ليوي: "يتعين علينا الإسهام بحكمتنا لجعل الجنوب العالمي قوة استقرار لحماية السلام وركيزة للتنمية المنفتحة وقوة بناءة في الحوكمة العالمية، وقوة داعمة للتعلم المتبادل بين الحضارات. وجمع المؤتمر الذي افتتح أشغاله أمس بتنظيم من وكالة الأنباء الصينية و الاتحاد الأفريقي ووسائل إعلام مستقلة في جنوب أفريقيا وغيرهم من الشركاء، أكثر من 200 ممثل من أكثر من 160 وسيلة إعلامية ومركز بحوث ومنظمة حكومية وغيرها من المؤسسات من الصين و41 دولة أفريقية، فضلا عن الاتحاد الأفريقي. وركز المؤتمر الذي تتواصل أعماله على مدى يومين تحت عنوان "إصلاح الحوكمة العالمية: أدوار ورؤى جديدة للتعاون الصيني-الأفريقي" على كيف يمكن للتعاون بين وسائل الإعلام ومراكز البحوث الإسهام في تشكيل حوكمة عالمية أكثر عدلا وأكثر شمولا. العالمي-بن تابعونا على ڤوڤل للأخبار