انطلقت،الثلاثاء، بالعاصمة، أشغال ورشة العمل الإقليمية تحت عنوان "تعزيز الإستثمار المسؤول وتشجيع ريادة الأعمال للشباب في القطاع الفلاحي وأنظمة الغذاء"، ببادرة من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو". وتهدف هذه الورشة، التي سجلت حضور خمسين مشاركا من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا والسنغال، إلى ضبط وعرض ومناقشة الممارسات الجيّدة الرامية إلى تعزيز الإستثمار المسؤول وريادة الأعمال الشبابية في القطاع الفلاحي وأنظمة الغذاء في شمال وغرب إفريقيا، إلى جانب تعزيز تبادل المعارف والخبرات بين مختلف الأطراف المعنية في الدول الشريكة. وضمت الورشة فاعلين أساسيين من الوزارات الرئيسية، ووكالات دعم الإستثمار للمؤسسات الصغرى والمتوسطة، إضافة إلى باعثين من الشباب وممثلين عن الجماعات المحلية. وتتنزل هذه الورشة، في إطار برنامج "المسرّع الزراعي 2.0" الذي وضعته الفاو، بغاية تعزيز الإستثمارات المسؤولة في قطاع الفلاحة والصناعات الغذائية في تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا والسنغال، وذلك وفق ما صرحت به المديرة العامة لوكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية، إنجي الدقي. وأضافت الدقي، في هذا الصدد، أن الإستثمارات المسؤولة تعد، اليوم، محركا أساسيا للتحول الإقتصادي، إذ توفر أداء ثلاثيا، يتعلّق بما هو اقتصادي، عبر ضمان مردودية مثلى، واجتماعي، من خلال جني الأرباح لفائدة المجموعات والشباب والمستهلكين، وبيئي بفضل الإدارة الرشيدة والمستديمة للموارد الطبيعية. وتمثل هذه الإستثمارات، بحسب المسؤولة، رافعة استراتيجية لتعزيز الأمن الغذائي وتحويل أنظمة الغذاء وخلق فرص عمل لائقة، خاصّة، لفائدة الشباب، مؤكدة ضرورة تعزيز إطار إستثماري مسؤول ومستديم مدعوم بمرافقة منظمة. وبخصوص القطبين "المسرّعين الفلاحيين" اللذين أحدثا سنة 2021 في باجة وسنة 2024 في قبلي، بالشراكة بين وكالة النهوض بالإستثمارات الفلاحية والفاو والمعهد الوطني للبحوث الزراعية بتونس، أوضحت الدقي، أنهما ساهما في تسريع 76 مشروعا فلاحيا بقيادة الشباب. من جانبه، أكد رئيس ديوان وزيرة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، هيكل حشلاف، أن الإستثمار المسؤول هو في صلب رؤية الوزارة لأجل فلاحة مستديمة ودامجة ومبتكرة. وقال: "لا يتعلق الأمر فقط بجذب رؤوس الأموال، بل "بتشجيع الإستثمارات، التي تحمي مواردنا وتثمن أراضينا، وتحدث أثرا إيجابيا اقتصاديا واجتماعيا". وشدد، أيضا، على أهمية مرافقة الشباب ودعمهم وتمكينهم من الوصول إلى الإبتكار والتكوين ومختلف الفرص". من جهته أوضح المكلّف بتسيير مكتب "الفاو" في تونس وشمال إفريقيا، محمد العمراني، أن هذه الورشة تمثل فرصة لتعزيز التعاون جنوب/جنوب وبناء المزيد من التآزر بين الجهات الفاعلة في تطوير الإستثمار الزراعي المسؤول، إضافة إلى تعميق الحوار بين المؤسسات وداخل البلدان. وستتناول النقاشات خلال الورشة نماذج التمويل وآليات المرافقة وآفاق توسيع برنامج "المسرّع الفلاحي" ليشمل أشكالا جديدة من ريادة الأعمال الجماعية والتضامنية والجمعياتية. تابعونا على ڤوڤل للأخبار