التسامح والصفح عند المقدرة شيم قلما توجد في شخص فما بالك أن توجد كل هذه الأوصاف الجميلة والخصال الحميدة في أهالي سيدي بوزيد أهالي النخوة ورفض الضيم ومساندة المظلوم لقد كانت سيدي بوزيد ومازالت أيقونة الثورة وكان أبناءها الوقود الذي ساهم في إشعالها واستمرارها إلى أن أسقط الدكتاتور بعد أن هب "البوزيديون" من كل صوب لنصرة ابنهم محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه احتجاجا على وضعه ووضع شباب تونس الكل اعتقد أن فادية حمدي عونة التراتيب التي صفعت البوعزيزي في ذلك اليوم الحزين السعيد ستلقي عقابا ليس قضائيا فقط وإنما ثأرا شعبيا من أهالي سيدي بوزيد لأن الجميع من تلك المنطقة وفي ربوع تونس اعتقد حينها أن السيدة فادية كانت مذنبة وأنها السبب المباشر فيما حصل للبوعزيزي ولكن مع تواصل الاحتجاجات وانتشارها في كافة الجهات و بعد سقوط النظام وهروب بن علي اكتمل المشهد واتضحت الرؤى وأيقن الجميع أن البوعزيزي وفادية حمدي وكافة الشعب التونسي هم ضحية لعائلات وصولية فاسدة لقد أيقن الجميع أن الصفعة التي وجهتها عونة التراتيب فادية حمدي للبوعزيزي والتي انتهت بها في السجن يوم 30 ديسمبر بقرار من المخلوع قد جلبت الحرية للشعب التونسي بما فيهم أهالي سيدي بوزيد الذين رابطوا داخل وأمام قاعة محكمة الجهة انتظارا للحكم النهائي كم كانت فرحة الأهالي مدوية عندما نطق القاضي بحكم البراءة وعدم سماع الدعوى في القضية المرفوعة ضد فادية حمدي الزغاريد ملأت المكان ورفع شقيق فادية على الأعناق يالها من لحمة جهوية ووطنية نحتاجها هذه الأيام لقد كان موقف عائلة محمد البوعزيزي رائعا عندما قرروا في لحظة تسامح وتضامن إسقاط دعوتهم وكم كان موقف والدة البوعزيزي شجاعا عندما صرحت بأن "إسقاط حقي الشخصي دعم للتسامح والمصالحة بين الأهالي" نعم نحن بحاجة في هذه الأيام للمصالحة الحقيقية بين جميع التونسيين لتغليب المصلحة الوطنية وأهالي سيدي بوزيد سباقون في هذا الأمر كما كانوا سباقين في إشعال ثورة الكرامة والحرية فشكرا لكم