لماذا قدمت عائلة البوعزيزي طلب إسقاط الدعوى.. ولماذا رفضته المحكمة؟ وسط قاعة محكمة سيدي بوزيد التي امتلأت بالكامل الى جانب من بقي في الفضاءات القريبة والمشرفة على القاعة،انطلقت الزغاريد بمجرد أن نطق القاضي بحكم البراءة وعدم سماع الدعوى في القضية المرفوعة ضد فادية حمدي عون التراتيب المتهمة بصفع محمد البوعزيزي صباح يوم 17 ديسمبر الماضي مما دفع به الى احراق نفسه ومن هناك الى اندلاع شرارة الثورة في تونس والتي اطاحت بحكم الرئيس السابق لتتبعها ثورات أخرى في عدد من الدول العربية. فادية حمدي التي تم الإفراج عنها أمس بعد ايقاف تم باذن من الرئيس المخلوع وتواصل منذ 30 ديسمبر الماضي، وجدت في الأيام الأخيرة تعاطفا كبيرا من قبل أهالي سيدي بوزيد الذين اعتبروها ضحية وأطلقوا عليها تسمية "الشهيدة الحية" بل باتوا يتحدثون عن أن "صفعتها" هي التي جلبت الحرية للشعب التونسي.وهو ما جعل سيدي بوزيد تحتفل أمس بحكم البراءة بشكل ملحوظ بعد ان توقفت الحياة في الجهة ليرابط الأغلبية وسط وأمام المحكمة في انتظار الحكم.
الملف لم يغلق
وحسب محامية فادية الأستاذة بسمة الناصري المناصري فان جلسة أمس تخللها طلب والدة وشقيق وشقيقة المرحوم محمد البوعزيزي إسقاط الدعوى وهو ما لم يطالب به لسان دفاع "المتهمة" باعتبار اقتناعه ببراءة موكلته..وقد رفضت المحكمة قبول طلب الإسقاط باعتبار أن عائلة البوعزيزي ليست طرفا في القضية وليس من حقها التداخل. وبعد النظر في جملة الاتهامات وملف التحقيق قضت المحكمة بعدم سماع الدعوى. وأضافت المحامية أن منوبتها مرت بظروف نفسية وصحية حرجة للغاية وذلك نتيجة الإضراب المفتوح عن الطعام الذي بدأته منذ 15 مارس الماضي أولاً ونتيجة الانهيار العصبي الذي أصابها في بداية الشهر الجاري ثانياً. وقالت أن القضاء أنصف موكلتها وأن القضية لم تنته بعد حيث يمكن للنيابة العمومية أن تستأنف الحكم في ظرف 10 أيام. وعن إمكانيات رفع موكلتها لقضية ثانية في التعويض أو غير ذلك أجابت الأستاذة بسمة أن الأمر موكول لموكلتها. وقد اختلفت الروايات حول "قضية الصفعة" حيث كانت الرواية الاولى ابان الثورة تؤكد أن فادية الحمدي اعتدت على محمد البوعزيزي بالصفع والشتم وهو ما اعتبره اعانة دفعته الى إضرام النار في جسده...ثم بدأت رواية جديدة تتسرب باحتشام مفادها أن عون التراتيب لم تقم إلا بما هو مطلوب منها وفي نطاق عملها وأن البوعزيزي اختلف معها عندما حاول استرجاع بضاعته. وقد استمع قاضي التحقيق الى 6 شهود كانت شهادات 5 منهم لصالح المتهمة، وهو ما عزز قرينة براءتها.