يالها من صدمة عظيمة تلقاها التونسيون هذه الأيام بعد مشاهدتهم الجزء الأول من شريط وثائقي بث على القناة الوطنية بعنوان "سقوط دولة الفساد" تحدث عن فترة حكم بن علي وتعرض لجوانب مخفية من شخصيته وخاصة الطريقة الإجرامية التي انتهجها للوصول إلى السلطة وحجم الدسائس والفساد المالي والخلقي الذي رافقت فترة حكمه لكن مازاد من عظم هذه الصدمة هو تورط المخلوع بن على في إقامة شبكة من الجواسيس والعملاء لصالح الموساد الإسرائيلي لاغتيال المناضلين الفلسطينيين في تونس بعد استقبالهم من طرف بورقيبة إثر الاجتياح الصهيوني للبنان وقد كان المقابل مساعدة الإسرائيليين والأمريكان لبن علي للوصول إلى الحكم. لقد أباد معارضيه في السجون ولفق لهم تهما كيدية إسلاميين كانوا أو من اليسار أو من الحقوقيين اغتال البعض في الشوارع على طريقة رجال العصابة وشرد الآخرين. يا لها من لعبة قذرة دفع ثمنها التونسيون ومازال أبنائهم يدفعون الثمن باهظا إلى اليوم لقد أباح الدكتاتور حرمة الوطن والسيادة الوطنية للإسرائيليين والغريب أن هذا الوجه البشع للمخلوع لم يستطع أحد أن يتفطن إليه أو ربما أن القليل الذين يعلمون إما أنهم في السجون أو المنافي أو في عداد الأموات ولقد كانت قصة ذلك الطالب الذي تحدث عنه الشريط مؤلمة فعلا مروان بن زينب فكيف سولت نفس هذا الدكتاتور أن يقتل طالبا في الإعلامية بتلك الطريقة البشعة بعد أن كشف هذا الأخير سر عمالته بعد دخوله صدفة إلى حسابه السري واكتشف ملفات تدين بن علي وتثبت علاقته بالموساد نعم إنه زعيم مافيا من الطراز الأول نهش لحوم التونسيين وعبث بأموالهم واشترى بها القصور في شوارع باريس الفخمة وأسرف ما تبقي على نوادي القمار وعلى العاهرات بدون حساب. لقد استعمل مال الشعب لشراء الذمم ولخدمة مصالحه ومن قال لا تلفق له التهم و يفضح في الجرائد الصفراء ويصور بطريقة لا أخلاقية كي يسكته عن نطق الحقيقة. نعم كم كان هذا الشريط صادما للشعب التونسي ولكنها الحقيقة المرة التي تغافلنا عنها ولم نكتشفها بكل جوانبها إلا بعد عرض الجزء الأول من هذا الوثائقي ومازلنا ننتظر المزيد في الجزء الثاني