أفاد الأمين العام للحزب الاشتراكي اليساري محمد الكيلاني أن حزبه بصدد التحاور مع عدد من الأحزاب والعناصر المستقلة بهدف إنشاء قطب ديمقراطي تقدمي وحداثي من شأنه أن يسهم في إنجاح مسار الانتقال الديمقراطي بالبلاد. وبين بمناسبة انعقاد المؤتمر التأسيسي للفرع الجهوي للحزب الاشتراكي اليساري بجندوبة عشية يوم السبت ان الصعوبات التي تشهدها المرحلة الانتقالية في غياب الدستور والسلطة الشرعية تؤكد اكثر من اي وقت مضى مسؤولية كل الاحزاب ومؤسسات الدولة القائمة وخاصة الإدارة تجاه هذا الوضع ودورها في حماية البلاد من الانفلاتات التي قد تلحق ضررا بالانتقال الديمقراطي. وحث على ان تتفق كل الأطراف بشأن الميثاق الجمهوري وتلتزم به كأفضل ضمان للدفاع عن الجمهورية داعيا الى تجاوز الحسابات الضيقة ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. وذكر محمد الكيلاني ان الحزب الاشتراكي اليساري يعمل على المساهمة في ارساء مؤسسات ديمقراطية للجمهورية وادراج الديمقراطية التشاركية ضمن المنظومة السياسية مشيرا الى ان الحزب سيقف في موعد انتخابات المجلس التاسيسي في صف واحد مع القوى الديمقراطية والتقدمية والجمهورية لضمان الانتقال الى الديمقراطية بعيدا عن اي وجهة اخرى. وكان المؤتمر الذي حضره ممثلون عن الحزب الديمقراطي التقدمي وحزب التكتل من اجل العمل والحريات وحزب الشعب وحركة الوطنيين الديمقراطيين، مناسبة للتعريف بأهداف الحزب الاشتراكي اليساري وخياراته. كما شهد انتخاب اللجنة المكونة للفرع الجهوي الجديد (وات) المؤتمر التأسيسي للفرع الجهوي للحزب الاشتراكي اليساري بجندوبة تعريف موجز للحزب الاشتراكي اليساري من نحن؟ نحن جمع من المواطنات و المواطنين ننتمي إلى اليسار الإشتراكي في بلادنا،كنا قد شاركنا في ميادين نشاط مختلفة،سياسية ونقابية وثقافية وشبابية وحقوقية،وعملنا منذ بدايات تشكّلنا الفكري والسياسي على تجديد المشروع الإشتراكي،فأضفينا عليه روح العصر وأثريناه بالتقييم الذي قمنا به للتجربة السوفياتية0لقد رفضنا استنساخ تجارب شعوب اخرى و فرضها على واقعنا،لأنّنا اعتبرناها تجارب خاصة بالبلدان التي نشات فيها0واعتمدنا،من جهة اخرى،على المنجزات المعرفية التي حققتها الثورات العلمية والتقنية و الإتصالية والمعلوماتية لتأصيل الفكر الإشتراكي العلمي ومصالحته مع عصر العولمة0فتمكنا من إزاحة المقولات الفكرية والنظرية والتنظيمية التّي تكلّست وشاخت،وخاصة تلك المتعلقة بالحزب والدولة والاشتراكية والديمقراطية والطبقات والصراع الطبقي000إلخ،وعوّضناها بمقولات تتواءم وروح العصر0وبهذه الطريقة جعلنا من الفكرة الاشتراكية العلمية مرشدا فعليا للبحث عن الحلول الملائمة لمجتمعات عصرية،تعيش في القرن الواحد والعشرين وفي عصر العولمة وليس في القرن التاسع عشر أو القرن العشرين،وقادرة على أن تفتح أمامها طريق الإرتقاء الحضاري وتحقيق إنسانية الإنسان0 نحن والمشاركة السياسية ولا بدّ من القول أيضا أنّنا تعلّمنا من تجربتنا الطويلة،في مختلف الحقول الإجتماعية والسياسية والثقافية،التوفيق بين مبادئنا وأهدافنا وبين المصالح العليا للشغالين والشعب والوطن0فتعلّمنا كيف ندافع عن مواقفنا وخياراتنا وسياساتنا وكيف نحترم في الوقت نفسه الشّرعية داخل الجمعيات والمنظمات التي ننخرط فيها وكيف نتعامل مع الشرعية في المجتمع0وقد تميزت تجربتنا السياسية بالسعي الذي كنّا نبذله من أجل ان نتحوّل إلى معارضة بنّاءة وأن نعطي لليسار مضامين جديدة،تخرجه من مواقع الرفض السلبي إلى موقع المشاركة الإيجابية في الحياة السياسية0لذلك شهدت تصوّراتنا تطوّرا تدريجيّا،منذ أواخر الثمانينات،إذ كان رفاقنا الأوائل من أنصار المشاركة في انتخابات 1989 التّشريعية،إيمانا منهم بأن الإقتراع العام يمثل أساسا من أسس النظام الجمهوري،وقد تمكّنوا من المشاركة في الإنتخابات البلدية لسنة1990 ،في إطار قائمات مستقلّة،تمكّنت قائمة "الشابة"،كان يدعمها "حزب العمال الشيوعي التونسي" و"حركة التجديد" وبعض العناصر ذات التوجه القومي،من هزم القائمة التجمّعية0وقد دافعوا على المشاركة في انتخابات 1999 التشريعية في إطار " قائمات الإئتلاف الديمقراطي" بالتحالف مع "التجمع الإشتراكي التقدمي"0وكانت مشاركتنا في انتخابات 2004 في إطار "المبادرة الديمقراطية" التي جمعت "حركة التجديد" و"الشيوعيين الديمقراطيين" والمستقلين0وتميّزت مشاركتنا في انتخابات 2009 بقائمات "الديمقراطية والعدالة الاجتماعية" المستقلّة التي عبّرت عن هويتنا الخاصّة وتوجهاتنا السياسية وعن طموحنا للعمل السياسي في إطار العمل القانوني،باعتبارنا حزبا يساريا اشتراكيا0 ما الذي يميزنا؟ إن تمايزنا الفكري والسياسي داخل اليسار وفي الحركة الديمقراطية بتبنينا للاشتراكية العلمية الممتثلة لروح العصر وبمشروعنا الاشتراكي المتجدد وبتمسكنا بقيم ومبادئ الديمقراطية والعقلانية والحداثة وبدفاعنا المتماسك عن الجمهورية وعن مكاسبها وعن السيادة الوطنية،وبرفضنا المشاريع الاستبدادية التّي توظّف الدين أو تلك التّي تستمدّ "مشروعية وجودها" من اعتمادها على قوى أجنبية،وبإيماننا بأنّ الديمقراطية والحرية السياسية تمثل أقوم السبل للتحرّر الإجتماعي والوطني والقومي وللإنتقال من الرأسمالية إلى الإشتراكية،هو الذّي جعلنا نقدم على التشكّل في حزب سياسي "الحزب الاشتراكي اليساري" كي يتسنّى لنا العمل من أجل الدفاع عن خياراتنا0 نحن مع وحدة اليسار والحركة الديمقراطية ونودّ أن نؤكد ان حزبنا،حتى وإن كان يتبنّى الاشتراكية العلمية فإنه لا يعتبر نفسه ناطقا رسميا باسمها أو باسم الطبقة العاملة،بل يعتبر نفسه فصيلا من فصائلها في تونس وفي العالم ومكوّن من مكوّنات حركتها الاشتراكية الأممية0ونعتبر حزبنا أيضا فصيلا من فصائل الحركة الديمقراطية الجمهورية في بلادنا وفي الوطن العربي وفي العالم0وعلى هذا الأساس عملنا دائما على توحيد قوى اليسار بمختلف نزعاتها وعلى توحيد الحركة الديمقراطية،وسوف نلتزم بهذا التوجه في انتخابات المجلس التأسيسي وما بعدها0