تزامنا مع اليوم العالمي للشغل او عيد العمال كما يحلو اانقابيين تسميته تم الاعلان عن ميلاد نقابة عمالية تونسية اطلقت على نفسها اسم اتحاد عمال تونس وهي منظمة وطنية ستتولى الدفاع عن حقوق العمال الاقتصادية والاجتماعية وهي في حقيقة الامر المنظمة الوطنية الثالثة في تونس التي التي تتبنى نفس الشعارات ونفس البرامج العمالية الى جانب الاتحاد العام التونسي للشغل والجامعة العامة التونسية للشغل مما يخلق تساؤلات عميقة حول جدوى التعددية النقابية في تونس ابان هذه المرحلة هل هي ضرورة ثورية تعددية تصب في مصلحة الطبقة الكادحة التي ستتنوع مصادر نضالها وبالتالي الخروج من دكتاتورية الجهة الواحدة التي تحولت في مرحلة ما الى كونها الخصم والحكم ام ان هذه التعددية النقابية جزء لا يتجزا من لعبة تحالفات تستفيد منها الاحزاب السياسية التي تراهن على اصوات العمال ومنظمتهم. كثيرا ما يكون دور المنظمات النقابية الوطنية حاسما في رسم اوضاع وتوجهات الاوطان المستقبلية خاصة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي اذ بناء على مفاوضاتها وتنازلاتها ومطالبها تبني السياسة الاقتصادية والاجتماعية التي تحاول المنظمات العمالية فرض اكثر ما يمكن من الحقوق والطلبات لمنتسبيها خاصة ان كانت البلاد تنتهج التمشي الليبرالي على المستوى الاقتصادي. اذا تمثل المنظمات الشغيلة الطرف المرهق للحكومة وتوجهاتها الاجتماعية والاقتصادية باعتبارها تحظى بشرعية وشغبية قوية مستمدة من الطبقة الكادحة التي تمثل الاغلبية الساحقة داخل النسيج الاقتصادي التونسي وبناءا على هذه الشرعية تستمد المنظمات العمالية مشروعيتها ومشروعية التحدث والتفاوض باسم الانا الجماعي. فمنذ الاستقلال قد الاتحاد العام التونسي للشغل الحركة النقابية التونسية بتضحيات مناضليه الشرفاء الذين قدموا لتونس وعمالها الشيئ الكبير حتى اكتسحت ديكتاتورية بن علي هذه المنظمة الوطنية وافرغتها من مضمونها النضالي ونصبت عليها قيادات مهمتها الرئيسية في اقصاء كل عناصر المعارضة الوطنية الجدية وتهميشهم خارج بيتهم حتى اصبح العامل التونسي لا يفرق بين المنظمة الوطنية وشرفائها وبين اعضاء مكتبها التنفيذي ويعتبر ان الاوضاع المتردية التي الت اليها البلاد سببها الاتحاد العام في حين ان الصواب يخالف ذلك فالمفاوضات الاجتماعية في العقد الاخير خاضها جراد واعضاء مكتبه التنفيذي المعين باسم بن علي والطرابلسية لا باسم الاتحاد وشرفائه الذين اختاروا التخلي عن بيتهم الام في هذه المرحلة وبعث رديف نقابي قد يساهم في شرذمة الواقع النقابي في تونس ما بعد الثورة ويصب داخل الحسابات السياسية والتكهنات السياسوية الضيقة الابعد ما تكون عن مصالح العمال وتطلعاتهم من مثليهم. ولست هنا في موقع دفاع عن اي منظمة نقابية كانت شرعيتها التاريخية والنضالية وانما في موقع دفاع عن الحركة النقابية التونسية ككل جامع حتى لا يهمش العمال ومشاكلهم المستعصية تحت طائلة المزايدات والانخراطات هنا وهناك ويتحول شعارهم الروحي "يا عمال العالم اتحدوا" الى شعار محلي يقول "يا عمال تونس تشرذموا" فان في الشرذدمة قوة.