لمصلحة من كل الذي جرى, لمصلحة من بث التصريحات العجيبة الغريبة لوزير الداخلية السابق السيد فرحات الراجحي على شبكة الفايسبوك بتلك الطريقة الدراماتيكية, لمصلحة من اتهام المؤسسة العسكرية بالتحضير لانقلاب على الشرعية والديمقراطية واتهام قائد الجيش بمقابلة بن علي في قطر والتواطؤ معه ضد مصلحة واستقرار البلاد أهذا جزاء من وقف معنا في محننا وحمانا ضد ميليشيات الدكتاتور وكان وراء نجاح الثورة في حين كان باستطاعته قلب الطاولة على الشعب والنظام المخلوع وافتكاك السلطة. ألا تستطيع القوات المسلحة ان تحمي بن علي من الشعب إن أرادت ذلك حتى لو كان المقابل انهارا من الدماء وما يحدث في سوريا يعطينا بعض مما كان يمكن أن يحدث في تونس إن كان الجيش الوطني جزءا من لعبة قذرة أهذا جزاء من يحمي أمننا وحدودنا من أي اختراق ويعانون من ذلك التعب وفراق الأهل. هل جزائهم إن تقوموا بمظاهرات أمام قواعدهم وان ترددوا شعارات تهينهم وتهين قائدهم وان ترموهم بالحجارة بعد ان كنتم تهدون لهم الورود أيام الأزمة حين كنتم محتاجين لهم وحين كنتم تعتبرون السيد رشيد عمار بطلا وطنيا يحق له استلام الحكم وأنكم ستكونون أول من يصوت له إن رشح نفسه هل استبدلتم رشيد عمار بفرحات الراجحي . ألهذه الدرجة تستدرجكم عواطفكم إلى المجهول فأصبحتم تصدقون أي شيء يقال لكم من سياسيين يحاولون كسب شعبية عاطفية للوصول إلى السلطة هل أصبح فرحات الراجحي نبيا معصوما من الخطأ والكذب. لعل البعض سيقول لي لماذا كل هذه القدسية التي تحيط بها الجيش نقول أننا مع نزع القدسية عن اي مؤسسة وطنية ولكننا ضد نزع الاحترام عن المؤسسة العسكرية أو أي مؤسسة أخرى واتهامها دون دليل وبطريقة سافرة من شخصية مرموقة أنها تتواطأ ضد مصالح الدولة التونسية . أليس من أبجديات العمل الديمقراطي الابتعاد عن التشهير بالأشخاص الطبيعيين أو المعنويين والالتجاء إلى القضاء في حال امتلاك أدلة تدين أي طرف كان باختراق القانون أليس اللجوء إلى الشارع سلاح الضعفاء . على الشعب التونسي آو بعضا منه أن يتحمل مسؤوليته التاريخية فاستهداف المؤسسة العسكرية لا يخدم أحدا بل سيزيد الأمر تعقيدا لأنها المؤسسة الوحيدة التي بقيت صلبة وموحدة وأي فرضية مستقبلية تغاير ذلك ستنجر عنها كارثة لا يعلم مداها إلا الله ويبدو ان كثيرا من السياسيين بدؤوا يشعرون بهذا الخطر ويحاولون الآن تهدئة الشارع بتوضيح الأمور له وكشف اللعبة المرسومة ضد الجيش جيشنا هو صمام الأمان وهو الكفيل بحماية البلاد داخليا وخارجيا وأي مساس به مساس بالوطن لذلك أيها التونسيون اتقوا الله في مؤسستنا العسكرية.