أثار عالم الفيزياء البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ جدلاً واسع النطاق العام الماضي عندما أصدر كتابًا قال فيه إن قوانين الفيزياء الحديثة تنفي وجود خالق للكون، وإن هذا الأخير خلق نفسه بنفسه. وها هو يمضي خطوة أخرى الآن قائلاً إن الإيمان بمفهوم «الدار الآخرة» مجرّد وهم. ويجدد هوكينغ آراءه في لقاء حصري مع صحيفة «غارديان» البريطانية ويقول إن حديث المؤمنين بوجود خالق عن الدار الآخرة والجنة والنار مجرد خرافات لا أساس علمي لها. ويضيف أن الترويج لهذه «الخرافات» ينطلق من دافع «الخوف من الموت» بينما الواقع هو أن لا شيء ينتظر المرء بعد اللحظة التي يتوقف فيها الدماغ عن العمل. ويذكر أن هوكينغ (69 عامًا) أصيب بمرض الحركية العصبية وهو في الحادية والعشرين من عمره. وقال الأطباء إن هذا المرض سيقتله في غضون سنوات قليلة. لكن هذا كان قبل قرابة 50 عامًا وها هو العالم وقد مضى ليقدم انجازات علمية عديدة على الرغم من أنه صار مقعدًا ولا ينطق الا بمترجم صوتي الكتروني لحركة حنجرته. Stephen Hawking: L'univers n'est pas la création de Dieu Le Prix CIGV 2007 vient d'être décerné à Tunis à Stephen Hawking وفي هذا اللقاء الأخير معه يقول هوكينغ، الذي يدير حاليًا شعبة الأبحاث بجامعة كيمبردج، إنه يعتبر الدماغ «أشبه ما يكون يجهاز الكمبيوتر الذي يتوقف عن العمل عندما تفشل مكوّناته في اداء وظائفها. ولكن لا دار آخرة تنتقل اليها تلك المكونات المعطلة بعد موتها. هذه مجرد خرافات أطلقها أولئك الذين يخشون الظلام». وهو بهذا يمضي خطوة أخرى على طريق نكرانه وجود مبرر لخلق للكون وهو ما أورده في كتابه الأخير «التصميم (أو المشروع) الكبير». وكان هوكينغ – في كتابه الشهير الآخر «تاريخ موجز للزمن»، الذي نشره العام 1988، قد تحدث عن مغزى أن يتمكن العلماء من تطوير «نظرية شاملة لكل شيء» عبارة عن مجموعة من المعادلات التي تصف كل جزيّئ وطاقة في الكون بأكمله. وفي اللقاء الأخير معه يقول هوكينغ إن قناعتنا بأن موت الإنسان هو المحطة الأخيرة التي لا يأتي بعدها شيء يجب أن تحفزنا على القدر الأكبر الممكن من الإنجاز لصالح البشرية خلال حياتنا. وفي إجابته على السؤال: «كيف نعيش هذه الحياة»، يقول ببساطة: «ألا نفعل سوى الخيِّر القيِّم».