تسعى مختلف الأطراف المتدخلة في مشروع الطريق السيارة صفاقس-قابس جاهدة إلى تدارك التأخير المسجّل في إنجاز هذا المشروع الطرقي الهام الذي تتجاوز الاعتمادات المخصصة له 800 مليون دينار. واستنادا إلى مصادر مقربة من وزارة النقل والتجهيز، فإن التأخير قد وصل بعد إلى أربعة أشهر نتيجة ما ترتّب عن ثورة 14 جانفي من اعتصامات ومطالب اجتماعية أثّرت على نسق أشغال الطريق السيارة صفاقس-قابس، الذي يقدر اليوم بحوالي 25 %. وعلى جانب آخر أعدّت الوزارة وشركة تونس للطرقات السيارة العدّة لمباشرة إنجاز الطريق السيارة وادي الزرقاء-بوسالم قبل نهاية صيف 2011. وعلمنا أن المصالح الفنية هي الآن بصدد فرز العروض الفنية لهذا المشروع الذي تقدّر كلفته الجملية ب 430 مليون دينار منها 220 مليون دينار مخصّصة لجزء الطريق السيارة العابر لولاية باجة والبقية للجزء العابر لولاية جندوبة وقد تم تجزئة المشروع إلى ثلاثة أقساط هي : وادي الزرقاء –الرحيات والرحيات –حمام سيالة وحمام سيالة –بوسالم. ويبلغ طول المشروع 70 كلم منها 16 كلم على شكل وصلتين تربطان الطريق السيارة بمدينتي باجة وبوسالم ، وهما عبارة عن طريقين سريعتين ذات مسلكين لكل اتجاه. إلى جانب بناء الطريق وتعبيدها بالخرسانة الإسفلتية، يتضمن المشروع إنجاز 3 محولات في مستوى وادي الزرقاء وباجة وبوسالم ومفترق دائري في تقاطع الطريق السيارة مع الطريق الوطنية رقم6 وتؤمّن هذه المحولات الحركة المرورية مع مختلف الطرقات الواقعة في محيط الطريق السيارة على غرار الطريق الوطنية6 والطريق الجهوية 76. كما يشتمل المشروع على بناء عدد من محطات الاستخلاص و4 جسور كبيرة على أودية الرزقاء وبوعوينة وباجة وكسّاب و27 بين ممرات علوية وسفلية و68 جسرا صغيرا بالإضافة إلى تجهيزات خاصة بتصريف مياه الأمطار بكيفية تحول دون حصول فيضانات بالطريق وتمنع التسربات المائية. وتعلق السلطات العمومية أهمية كبيرة على هذا المشروع الذي سيساهم بشكل كبير في دفع التشغيل بولايتي باجةوجندوبة ودعم التكوين خاصة في مجال المقاولات علما بأن هذا المشروع الذي سيكون حسب التوقعات جاهزا للاستغلال سنة 2014، يعتبر جزء من الطريق السيارة للشمال الغربي تونس-مجاز الباب –وادي الزرقاء-بوسالم- الحدود الجزائرية.