لقد أحدثت الحلقة الفارطة من برنامج بلا مجاملة والتي استدعى فيها مقدم البرنامج السيد وليد الزراع الشاعر الفلسطيني المعروف تميم البرغوثي جدلا واسعا في الشارع الثقافي التونسي وحتى العربي. فالشاعر تميم البرغوثي اعتبر أن الحوار الذي أجراه معه لطفي لعماري والصحفية هالة الذوادي وجميع الحاضرين فيه نوع من التهجم غير المبرر على شخصه وعلى تاريخه المليء بالقصائد التي تهاجم استبداد وقمع الحكام. لكن ما أغضب البرغوثي كثيرا حسب ما أورده في موقعه الرسمي على الفايسبوك هو اتهامه هو وغيره من النخب العربية بالتهافت للعمل مع الغرب وخاصة الأمريكان في الوقت الذي ينتقدون فيه السياسات الغربية وهو ماعتبره لطفي لعماري تناقضا واضحا. من الممكن أن تكون أسئلة لعماري وبقية الحاضرين عفوية وأنها لم تأتي نتيجة نية مبيتة غايتها استفزاز الشاعر الفلسطيني ولكن هذا لم يمنع غضب البرغوثي الذي غادر تونس بعد انتهاء البرنامج مباشرة. من الطبيعي جدا أن يغضب شاعر المقاومة ورافض الاستبداد من هذا الكلام خاصة إذا اطلعنا على تاريخه وقصائده التي تعبر عن مكنون أفكاره ولكننا نعطي بعضا من العذر للحاضرين وخاصة لطفي لعماري الذي يتصف بنوع من جرأة الطرح وعدم مجاملة الضيوف كما نعطي عذرا للشاعر تميم البرغوثي بما يحمله من عقلية تعتبر اتهامات لعماري نوعا من العمالة لا يقبلها على نفسه. ما حصل في برنامج بلا مجاملة بيين أن ما صدر عن لعماري والبرغوثي هو في أغلبه سوء فهم ناتج عن اختلاف كبير في عقلية وقناعات الرجلين والمفاهيم التي يحملانها وهو تجاوز للحدود والضوابط في نفس الوقت إذ من غير المقبول أن يتم معاملة ضيف لا نعرف ردة فعله بطريقة فيها نوع من التهجم وسوء استقبال وندعي أن ذلك من باب حرية التعبير وجرأة الطرح كما أننا لا نقبل تصرف الشاعر الفلسطيني الذي حمل البرنامج أكثر مما يحتمل وأظهر كثير من التطرف في المواقف بمغادرته تونس وإطلاقه اتهامات كبيرة ضد مقدمي البرنامج. ويبدو أن هذه الحادثة لم تمر بسلام إلى اليوم حيث بدأ صراع كبير على الفايسبوك بين محبي الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي ومحبي برنامج بلا مجاملة ليتحول الحوار التلفزي إلى جدال فايسبوكي عقيم.