يتابع أغلب التونسيين مساء كل أحد البرنامج الثقافي «بلا مجاملة» على قناة حنبعل وهو برنامج فيه اجتهاد واضح من مقدميه في جو من الحرية غير المعهود. ولدي بعض العتب أوجهه إلى السيد لطفي لعماري باعتباره أحد مقدمي هذا البرنامج الذي يحسب له أو عليه كما يحسب على بقية المقدمين وبخصوص غضب الشاعر تميم البرغوثي أعتقد أنه غضب لا مبرر له ومن حق المقدم أن يسأل أي سؤال في حدود اللياقة ومن حق الشاعر أن يجيب وقد أجاب وأخذ وقته الكافي. لكن أقول للسيد لطفي لعماري قلت في كلام موجه إلى شاعر أن الثورة المصرية لا تتحدث إلا عن نفسها ولا تذكر فضل ثورة تونس عليها، وهو سؤال معقول وقد يفسر من باب حب الانتماء والاعتزاز بالنفس الذي لا نجد له أثرا في هذا البرنامج الذي استدعى شعراء من مصر وفلسطين وأعد لبعضهم حصصا استثنائية ولم يستدع البرنامج شاعرا تونسيا واحدا، وحتى عندما ذكر في حصة سميح القاسم شعراء تونس، صدرت عبارات من المقدمين تنم عن الاستخفاففإذا كنا نحن أنفسنا لا نهتم بثورتنا ورجالها فكيف نطلب ذلك من الغير؟ ولام السيد لطفي لعماري الشاعر البرغوثي على تهافت البعض على أمريكا، وهذا يجعلني أطرح نفس السؤال لماذا هذا التهافت على الشعراء العرب مع تقديرنا لهم، وإغفال شعراء تونس. لقد غاب ملح الطعام عن موائدكم التي كانت ستعطيها نكهة، ومذاقا، وطعما أشهى وألذ، نكهة الثورة ورائحة الوطن وطعم الانتماء. الثورة ليست كلاما هي فعل أيضا مع تقديري لجهد الجميع.