أثار التقرير الذي بثته أخبار الثامنة مساء الأربعاء حول نتائج انتخابات المجلس الوطني التأسيس زوبعة لم تهدأ بعد ، التقرير الذي صاغه الصحفي حمادي الغيداوي قدم قراءة تحليلية من وجهة نظر صاحب التقرير حول موقف الناخبين من الأحزاب و خاصة في علاقتهم بالمعتقد و تأثير ذلك على الاختيار الانتخابي مختتما نصه بالجملة المثيرة للجدل : الشعب اختار من لا يناصبون العداء الإسلام . هذه الصياغة جلبت السخط و الإستنكار و غضب الكثيرين من سياسيين و إعلاميين و مواطنين شنوا حملة شعواء على الفايسبوك و غيره مباشرة بعد التقرير إلى حد هذه اللحظة متهمين صاحب التقرير بتكفيرهم و التلفزة التونسية بالعودة لسياسة مناصرة الحكومة وهدد محامون برفع دعوى قضائية فيما دعا آخرون إلى الاحتجاج أمام مقر التلفزة التونسية الشيء الذي أجبر المدير العام للتلفزة التونسية السيد مختار الرصاع على إصدار توضيح أكد فيه أن سياق التقرير لا يمثل موقف التلفزة الوطنية التي دأبت على إلتزام الحياد و الموضوعية و اتخاذ نفس المسافة من كل الفاعلين في المشهد السياسي الوطني محملة المسؤولية لصاحب التقرير معتبرة إياه مرتكب خطأ مهني فادح يستوجب الاعتذار و المساءلة . باب بنات إتصلت بالصحفي حمادي الغيداوي الذي أفادنا بالتوضيح التالي : القراءة التي قدمتها في التقرير لم تكن قراءة شخصية لتحليل النتائج الأولية للانتخابات بقدر ماكانت نقلا لتفسير المتابعين للشأن السياسي في تونس حول حصول بعض الأحزاب على نسب مرتفعة على حساب أحزاب أخرى فاستطلاعات الرأي التي سبقت الاقتراع كانت تفيد بأن حظوظ ستة أحزاب على الأقل تبدو متقاربة لكن النتائج أتت عكس ذلك ولعل المحللين وقفوا كثيرا عند حصول بعض الأحزاب التي تعد عريقة في المشهد السياسي على نسب ضعيفة وهو ما أرجعوه بالأساس إلى ما دار من جدل في الأيام الأخيرة التي سبقت الاقتراع حول حرية التعبير وعلاقتها بالمسائل الدينية وما اعتُبر آنذاك متعارضا مع المقدسات وهو ما كان له التأثير في توجيه أصوات الناخبين وعلى هذا الأساس ووفقا لآراء المحللين كانت القراءة التي قدمتها لنتائج التصويت وهي لا تفسر بالكامل حقيقة ما أفرزته صناديق الاقتراع إلا أنها تبقى قراءة من بين قراءات عديدة كان يمكن للتقرير أن يستند إليها وبما أن مدة التقرير الإخباري تخضع لضوابط مهنية لم يكن بوسعي أن أقدم كل التحاليل والقراءات ولا حتى مزيد توضيح وجهة النظر التي قدمتها وعليه لم أقصد البتة تكفير أي طرف أو مساندة آخر بقدر ما قصدت تقديم مقاربة أولية تفسر التوجه العام لاختيار الناخبين للمترشحين وأقر بأن اختيار العبارات كان خاطئا، ما فتح المجال لسوء الفهم لذلك أعتذر لكل من اعتبر أن ما ذكرته إساءة له أو رأى فيه تصنيفا للتونسيين والأحزاب إلى مناصرين أو معادين للإسلام نخطو أولى الخطوات لإعداد مادة إخبارية لا تعترف بالوصاية وبالتعليمات قد نصيب أحيانا وقد نخطئ أحيانا أخرى لكن قناعتنا تبقى راسخة من أجل إعلام حر قوامه الالتزام بالحياد ولكل عمل إذا ما تم نقصان, مضيفا في الأخير أنه نشر هذا التوضيح على صفحته الخاصة بالفايسبوك كما سيتم توضيح الأمر من خلال فقرة خاصة في أخبار الثامنة مساءا. المجهود المحمود التي بذلته التلفزة التونسية منذ الثورة و خاصة إبان الحملة الإنتخابية و يوم الإقتراع قد يغفر لها هذا الخطأ الفادح لكن حذار فما كل مرة تسلم الجرة .