من نظريات الابداع الفني عند بعض المسرحيين و الممثلين التونسيين نظرية الخروج عن السائد و المألوف و الجرأة في تناول بعض المواضيع الاجتماعية السائدة و المسكوت عنها بطريقة استفزازية تخالف المتعاقد عليه اخلاقيا فالجرأة و الفن لديهم هو التمرد على الموروث الاخلاقي عن طريق تناول مواضيع الجنس و الاغراء بلغة سوقية و هابطة تنم عن درجة الوعي و التكوين الاكاديمي الغائب عند اغلب مسرحيي تونس الذين يتخذون المال و الارباح و العائدات كمحدد أساسي "لأعمالهم" و يسمونه مسرحا و تمردا فالمسرح تمرد لا اخلاقي او لا يكون. فالعمل المسرحي و السينمائي التونسي لم يتخلص بعد من عقدة الجنس و تناولها بطريقة رديئة و سوقيةو لم يرتقي بعد الى مستوى طموحات الثورة و الغوص في عمق مشاغل المواطنين الحقيقية. "الملابس الداخلية للمرأة " و "الشهوة الجنسية اضافة الى عنصر الخمرة" و تصوير الشباب التونسي و انفتاحه و حداثته بممارسة هذه الطقوس هي اسس و محاور العمل الفني "للمسرحي" التونسي لطفي العبدلي الذي يبدو أن مشاريع اعماله و افكاره الثورية لم تستطع تجاوز هذه المفردات التي يعتبرها فنا و تمردا و طرحا جديدا من اطروحات المسرح الهادف فمن يقول بغيرها يعتبر رجعيا و ظلاميا و يعادي الفن الذي يساهم في صنع الشعوب العظيمة . فالشعوب أخلاق ما بقيت و هذا لا يعني ان لا نتناول مثل هذه الظواهر الاجتماعية الموجودة و التي لا يمكن لاحد التستر عنها و نفيها و لكن الطريقة المسرحية المبتذلة و السوقية التي يعمد العبدلي الى توظيفها في تدخلاته مرفوضة أخلاقيا و أكاديميا. يتذكر جميع التونسيين تلك المداخلة المبتذلة التي قدمها العبدلي قبل الثورة على قناة نسمة الفضائية و التي اعتبرها المسرحيين انفسهم تعديا على الاخلاق العامة للشعب التونسي و التي تناول فيها نفس المعجم السوقي في علاقة بمعالجة القضايا الجنسية و المشاكل الاخلاقية و التي يبرر لها و يساند تفشيها عوض محاولة اصلاحها تحت يافطة الحريات و الابداع الفني و خاصة التمرد الابداعي. يبدو ان اعادة و تكرار نفس هذه المداخلة التي أداها على قناة نسمة في عمله الفني الذي أعده مؤخرا للاحتفاء بالثورة و يستعد لتقديمه تحت عنوان "مائة بالمائة حلال" لم يكلفه الكثير من العناء و مصاريف كتابة السيناريوهات الجيدة و الرفيعة. فعن اي ابداع يتكلم لطفي و عن اي مسرح يدافع العبدلي؟