تعثر في سيرورة المفاوضات و احتجاجات في كلية الآداب بمنوبة القت بظلالها على الراي العام التونسي و طرحت اكثر من تساءل بعد صمت حركة النهضة عن التعليق عن هذه الاحداث و الاكتفاء بمجرد بيانات كلامية تشخص فيها الحركة مواقفها من الأحداث السياسية و الاجتماعية التي تعيشها البلاد. أحداث ترى فيها النهضة على لسان القيادي سمير ديلو مؤامرة سياسية ضدها قد دبرت بليل معتبرة ان ما يجري من أحداث محاولة من بعض الاطراف السياسية الخاسرة التيتسعى الى عملية استقطاب إيديولوجي و سياسي عن طريق تهويل الأمور و تدويلها اعلاميا حتى تصبح هذه الأحداث قضية راي عام. فعضو المجلس التأسيسي سمير ديلو يتهم من يسميهم اطراف تريد تعويض ما فاتها من نتائج انتخابية بالوقوف وراء تضخيم ما يجري في محاولة للتشكيك في قدرة النهضة على ادارة المرحلة المقبلة. ففي استضافته على اثير اذاعة شمس اف أم في محاولة من الاعلام التونسي معرفة راي حركة النهضة من مسالة النقاب بعد عدم صدور بيان مكتوب لها تحدد فيه موقفها من قضية النقاب داخل الحرم الجامعي حاد سمير ديلو عن الايفاد بإجابة واضحة عن هذه المسالة و حاد بالحوار الى الحديث عن نظريات المؤامرة السياسية و اتهام اطراف بالوقوف وراء هذه الأحداث وكأن ما يحدث اليوم من مظاهر تطرف داخل جامعاتنا التونسية هو مجرد أحداث عادية. أما بخصوص تعثر المفاوضات بعد اسقاط مشروعي النهضة حول القوانين المنظمة للسلط العمومية و صلاحيات الرئاسيات الثلاثة عبر سمير ديلو في تصريح له في النشرة المسائية للأنباء عن اسفه من تعثر المصادقة على مشروعي القانونين " بنيران صديقة" و يعني بهذا المصطلح ان المؤتمر و التكتل حالا دون تمرير القانونين و نحن نتساءل هنا عن دور بقية الأحزاب الممثلة في المجلس التأسيسي و منطق التحالف الذي تحتكم اليه الحركة في التعامل مع المتحالفين معها. علل سمير ديلو الحق في المراوغة و التهرب من تقديم ايجابات محددة عن هذه الاسئلة باعتبار ان حركة النهضة لا تمثل حكومة الى حد الان بل هي بصدد التشاور من اجل تشكيلها فسياسيا مواقف النهضة لا تزال منطقيا مواقف حزب سياسي لا مواقف حكومة و لكن شعبيا و جماهيريا بعيدا عن اغوار السياسة و خطابها تعتبر النهضة هي الحكومة. فمثل هذا الخطاب السياسي و الإيديولوجي في توصيف الأمور و تحليلها وفقا لنظريات المؤامرة و نظريات النيران الصديقة و الذي لا يفهم الشعب كنه و مضمونه يزيد من حشر الحركة في الزاوية و يدعم اتهامات الفرقاء السياسيين بازدواجية خطابها.