أكد رئيس الجمهورية منصف المرزوقي أن الحكومة المقبلة ستولى أهمية قصوى للمناطق الداخلية على جميع المستويات لتجنب ما أسماه ثورة داخل الثورة و قال " أنا شاعر بآلام الشعب و مآسيه " . و شدد المرزوقي على هامش الحديث الصحفي الذي خص به مساء الاربعاء القناة الوطنية الأولى على أنه سيفتح قصر قرطاج لجميع التونسيين و قال على حد تعبيره أنه سيدخل إليه الخصم قبل الصديق و أشار إلى أنه استقبل بعد توليه مباشرة منصب الرئاسة أمناء عامين من عديد الأحزاب التى تمثل المعارضة. فيما يتعلق بصلاحياته أوضح الدكتور المنصف المرزوقي أنها محدودة و فسر ذلك بأنه يتنزل في إطار التأكيد على القطع النهائي مع النظام السابق الذي كان فيه الرئيس يحتكر جميع السلطات و أشار إلى أن ذلك عنصر أساسي في المرحلة التأسيسية التى تقبل عليها البلاد مؤكدا أن الديمقراطية تقتضي في هذه المرحلة توزيع السلطات بالطريقة التى تمت عليها وفق احترام مبدأ الفصل بين السلط و التوازن فيما بينها . و أشار المرزوقي إلى أن عدم تحديد مدة السنة التى تضبط فترة عمل المجلس و الحكومة قضية مفتعلة و قال إن الأمر لا يتعلق بتجاوز مدة السنة ببضعة أشهر بقدر ما يتعلق بضرورة الشروع في الإصلاحات الجذرية اللازمة لحل مشاكل التونسيين . في خصوص الإعلام أكد رئيس الجمهورية على ضرورة إصلاح القطاع من خلال إحداث هيأة مختصة في الغرض حتى يصبح الإعلام قادرا على آداء وظيفته . بشأن الملف الأمني بين المرزوقي أن المؤسسة الأمنية ستكون أكبر رابح من إرساء نظام ديمقراطي حتى يعود الإعتبار لهذه المؤسسة التى استعملت في النظام السابق للقمع و التغطية على الجرائم و أوضح أن ذلك يمر بالضرورة من فصل الأقلية التى وصفها بالمجرمة في المؤسسة الأمنية عن الأغلبية النزيهة و الشريف و التى تتمتع بروح وطنية عالية . و عبر المرزوقي في هذا الللقاء الصحفي عن استغرابه من الخلط الذي وقع عند البعض في تحديد مفهوم كلمة السافرات التى وردت في خطابه الذي ألقاه عقب انتخابه رئيسا للجمهورية و الذي قال فيه " نحن مطالبون بأن نحمى المنقبات و المحجبات و السافرات " و أوضح أنه يقصد المرأة التى لا ترتدي الخمار مشيرا إلى أن الدولة المدنية هي التى تحمي المحجبة و غير المحجبة . و في سياق الحديث عن المنقبات دعا المرزوقي إلى ضرورة التسامح و قبول التعددية وقال " قبل أن أكون رئيسا للجمهورية أنا مناضل حقوق الإنسان وسأضل كذلك .