كلّف رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي أمس حمادي الجبالي بتشكيل الحكومة بمقتضى القانون التأسيسي المتعلق بالتنظيم المؤقت للسلط العمومية حيث من المنتظر أن يقدّم الجبالي تشكيلته الحكومية إلى المجلس التأسيسي لنيل الثقة في غضون أيام . وأكّد رئيس الحكومة المكلّف حمادي الجبالي أمس أنه «سيسعى إلى تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن حتى تتفرغ لخدمة الشعب وفض المشاكل المطروحة» التي قال إنها «مشاكل ينتظر الشعب إجابة وحلولا لها» . وأعرب الجبالي في تصريح عقب المحادثة التي جمعته صباح أمس برئيس الجمهورية عن الأمل في ان «يكون تشكيل الحكومة في أقرب الآجال « وذلك وفق بلاغ لرئاسة الجمهورية . وعملا بأحكام الفقرة الأولى من الفصل 14 من القانون التأسيسي المتعلق بالتنظيم المؤقت للسلط العمومية قرر رئيس الجمهورية تكليف الجبالي بتشكيل الحكومة باعتباره مرشح الحزب الحاصل على أكبر عدد من المقاعد في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي. وجاء في بلاغ صادر صباح أمس عن رئاسة الجمهورية أن الجبالي كُلّف بإجراء مشاورات لتشكيل الحكومة على أن ينتهي من ذلك وينهي نتيجة أعماله إلى رئيس الجمهورية في أجل اقصاه 15 يوما من تاريخ تكليفه، لكنّ مصادر قريبة من مشاورات تشكيل الحكومة أكّدت ل «الشروق» أن الجبالي لن يستغرق كل هذه المدّة وسيعلن في غضون أيّام عن تشكيلته الحكومية. وقالت المصادر إنّ النية تتجه نحو الإسراع بإعلان تشكيلة الحكومة على أن تباشر عملها يوم السبت 17 ديسمبر الجاري، لكن أطرافا من داخل الائتلاف الثلاثي رجّحت أن يتم عرض تشكيلة الحكومة أمام المجلس التأسيسي لنيل الثقة بداية الأسبوع القادم. وستتولى الحكومة الجديدة أعمالها اعتبارا من تاريخ تشكيلها وحصولها على ثقة المجلس التأسيسي وفي أثناء ذلك تواصل الحكومة القائمة تصريف الأعمال. تهان... ومشاورات وكان الرئيس منصف المرزوقي استقبل بعد ظهر أمس الأول بقرطاج، أمناء عامين ورؤساء عدد من الأحزاب السياسية، قدموا له بالمناسبة التهاني على إثر انتخابه رئيسا للجمهورية وأدائه اليمين الدستورية. وثمنت الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي مية الجريبي عقب لقائها برئيس الجمهورية المؤقت مبادرة المرزوقي الالتقاء بالمعارضة حال تسلمه مقاليد الحكم منوهة بمضمون الرسالة الإيجابية التي بعث بها للجميع ضمن الكلمة التي توجه بها صباح أمس الأول إلى الشعب التونسي. وقالت إنها أكدت خلال اللقاء على الدور الايجابي للمعارضة في تونس من خلال اضطلاعها بدورها التعديلي والنقدي لأداء الحكومة اعتبارا لدقة المرحلة التي تتطلب حكما ناجعا وجديدا ومعارضة فاعلة وحية. وأضافت مية الجريبي أن المقابلة كانت مناسبة لتبادل الآراء بشأن التحديات المطروحة وخاصة الوضع الاقتصادي وتفاقم البطالة والفقر والتهميش وهي كلها تحديات تنتظر أن ينكب عليها الجميع حكما ومعارضة متعاضدين من أجل خدمة تونس. وأفاد رئيس حركة التجديد أحمد ابراهيم في تصريح عقب اللقاء، أنه تبادل مع رئيس الجمهورية الآراء حول الوضع الحالي للبلاد والتحديات المرتقبة والتي ينبغي أن يسهم الجميع في رفعها بنجاح، مؤكدا أهمية دور حركة التجديد والقطب الديمقراطي الحداثي في هذه المرحلة. كما شدد على ضرورة أن يأخذ الجميع في الاعتبار «وجود سلطة وسلطة مضادة»، بما يخدم مصلحة البلاد ويؤسس لصياغة دستور جديد يرتقي إلى تطلعات الشعب ويكون منسجما مع تحديات تونس ما بعد الثورة. تطمينات ومن جهته أوضح رئيس حزب آفاق تونس محمد الوزير أنه تلقى تطمينات من السيد منصف المرزوقي الذي أكد ضرورة توخي نهج الحوار والتوافق وتشريك جميع الكفاءات الوطنية من داخل المجلس التأسيسي وخارجه لتتمكن تونس من كسب الرهانات ورفع التحديات الراهنة والمستقبلية. وكشف رئيس حزب المبادرة كمال مرجان أن المحادثة التي جمعته برئيس الدولة، تناولت التحديات المطروحة على المؤسسات الوطنية وخاصة مؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن المرزوقي سيكون رئيسا لجميع التونسيين وفي خدمتهم. وأضاف أنه أبلغ رئيس الجمهورية أن حزب المبادرة سيكون إلى جانبه في هذه المرحلة الدقيقة، عبر إسهامات بناءة تخدم الصالح العام. وبدوره أوضح نجيب حسني كممثل للمستقلين والأقلية الحزبية في المجلس الوطني التأسيسي أنه عبر لرئيس الجمهورية المؤقت عن الأمل في أن تشهد المرحلة الجديدة إرساء ديمقراطية جديدة تحترم الحقوق والحريات وتؤسس لسلطة قضائية قوية ومستقلة ولبناء دعائم دولة عادلة خاصة في ما يتعلق بالتوازن الجهوي. وأفاد حسني أنه كلف من المستقلين ومن الأقلية الحزبية صلب المجلس التأسيسي بتبليغ رسالة إلى المرزوقي مضمونها دعوته إلى ضرورة احترام دور النواب في المشاورات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة وخاصة احترام الأقلية التي تريد إبلاغ أفكارها لا المشاركة في الحكومة فضلا عن احترام القواعد والأعراف التي عادة ما تمارس عند تشكيل الحكومات. وقال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إنه التقى المرزوقي لتهنئته بتسلمه هذه الأمانة التي حملها إياه الشعب التونسي، متمنيا له التوفيق في مهامه الجديدة. وأضاف أن «المرزوقي الآن في الموقع المناسب ... فهو مناضل أصيل عرفناه في المهاجر وفي السجون كما عرفناه كاتبا مناضلا». وأعرب الغنوشي عن تطلعه إلى أن يكون منصف المرزوقي «نصيرا لكلمة الحق والتعاون وأن يكون عون الضعيف وقوة عدل وإنصاف».