اختار أغلبية نواب المجلس التأسيسي الذين فوضهم الشعب و وضع ثقته فيهم الدكتور المنصف المرزوقي زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ليصبح أول رئيس تونسي منتخب بطريقة ديمقراطية غير مباشرة و يكون 12 ديسمبر بالنسبة للشعب التونسي عرسا انتخابيا بأتم معنى الكلمة لكنه كان أيضا مأتما و مبعث حزن للبعض ممن لم تتقبل عقولهم و لم تستوعب الإرادة الشعبية التى فرضت تحالفا ثلاثيا يبدو متماسكا و قادرا على الوصول بالبلاد إلى شط الأمان. من بين هؤلاء عمر صحابو رئيس الحركة الإصلاحية التونسية الذي قد لا يعرفه سوى من يشاهدون قناة نسمة أو يستمعون لإذاعة موزاييك فرغم أن حزبه لم ينل أي مقعد في المجلس التأسيسي إلا أنه على ما يبدو تحصل على مقعد في هذه الوسائل الإعلامية كغيره من الذين يصنفون على أنهم من النخبة المثقفة و أبرز الوجوه السياسية. عمر صحابو , نورد الدين بن تيشة , جوهر بن مبارك , محسن مرزوق ... كلهم وجوه لعملة واحدة , عملة التشكيك في الإنتخابات و الإستنقاص من الإرادة الشعبية و التخويف من عودة الديكتاتورية فعمر صحابو الذي نزل مؤخرا على إذاعة موزاييك أف أم و قبل ذلك بفترة قصيرة على قناة نسمة كان يمزج في حديثه قليلا من الصواب بكثير من المغالطات فهو يردد أينما يولى وجهه أن الدكتور المنصف المرزوقي ليس منتخبا من الشعب و كأنه بذلك يريد أن يلغي جزء هاما من الشعب التونسي فرض توازنات سياسية واضحة داخل المجلس تكون فيها الغلبة للإئتلاف الثلاثي . و يؤكد صحابو أن رئيس الجمهورية الدكتور المنصف المرزوقي رهين حركة النهضة و يقول أنه ليس منتخبا بل هو معين بإرادتها و بسبب طاعته لها و يضيف بأنه لو لا ذلك لأتت حركة النهضة التى يمدح رئيسها كما يقول السلفية الوهابية برئيس آخر و في ذلك تقزيم لرئيس منتخب و شيطنة لحركة بصدد إثبات حسن نواياها و استخفاف باإرادة الشعب التونسي. عمر صحابو رئيس الحركة الإصلاحية التى لا تمثل شيئا في الخارطة السياسية الحالية يبدو أنه هو أيضا يحلم بوجود مجلس تأسيسي موازي ليفرض وجوده في المشهد السياسي و يريد أن يقنع نفسه بحقيقة مغلوطة لا يراها إلا هو من زاوية يبدو أنها تحجب النظر عليه فيقول إن الإئتلاف الثلاثي المتكون من النهضة و المؤتمر و التكتل لا يعكس ميزان القوى في البلاد و ليس لنا أن نقول لعمر صحابو أننا نرجو في حلمه القادم أن يري و يسمع التونسيين يناشدونه الترشح لانتخابات ما بعد التأسيسي. حسان لوكيل محسن مرزوق يقترح دستورا موازيا يتم عرضه على استفتاء موازي؟ بين سمير ديلو وجوهر بن مبارك : حوار الفائزين والخاسرين