ما يمكن أن نلاحظه من خلال ما يستجد من أحداث هو أن هناك في بعض الأحيان نوع من العداء الظاهر أحيانا والخفي أحيانا أخرى تكنه أساسا بعض وسائل الإعلام و أيضا قيادة المنظمة الشغيلة أو أغلبها خاصة تجاه حركة النهضة , الإئتلاف الثلاثي و الحكومة الذى اتفق عليها هذا الإئئتلاف ومنحها المجلس التأسيسي ثقته بأغلبية الثلثين لتكون أول حكومة شرعية منتخبة ديمقراطيا بطريقة غير مباشرة . هذا العداء و الرغبة في المواجهة التمسناهما في الحقيقة من خلال الرسائل التى توججها بعض وسائل الإعلام خاصة من خلال تقزيم دور حليفي النهضة أي المؤتمر و التكتل في المشهد السياسي و تقديم الحكومة الجديدة على أنها حكومة نهضوية صرفة تنذر بإعادة إحياء ماضى الديكتاتورية بنكهة إسلامية و تقوم هذه الوسائل الإعلامية على أساس ذلك بتهميش العمل الحكومي زاعمة بأنها لن تكون آداة للدعاية و التطبيل للتجمع النهضوي الديمقراطي كما يحلو للبعض أن يطلق على حركة النهضة. هذا العداء و الرغبة في المواجهة التمسناهما أيضا من خلال بعض تصريحات عبيد البريكي على هامش المؤتمر العادي ال22 لاتحاد الشغل خاصة عندما تحدث عن أن الإتحاد سيلعب في المرحلة القادمة دورا سياسيا فاعلا و لن يسمح للحكومة بتجاوز المدة الزمنية المتفق عليها و المحددة بسنة واحدة و كأنه بذلك يحاول أن يقول بأن الحكومة عازمة على عدم الوفاء بتعهدها المتعلق بفترة السنة . الواضح من خلال ذلك هو أن بعض وسائل الإعلام و قيادة اتحاد الشغل تتبنى كوجيتو بعض الأطراف السياسية التى أثبتت إفلاسها في بورصة جانب كبير من الشعب التونسي الذي كان حاسما في تحديد نتيجة الإنتخابات. أنا أرفض حركة النهضة إذا أنا موجود أو أنا أهاجم النهضة إذا أنا موجود هكذا للأسف تفكر بعض الأطراف السياسية التى لها تأثيرها في الإعلام كما في اتحاد الشغل , هذا هو المبدأ الأساسي في تفكير هذه المؤسسات وطرق عملها و إذا افترضنا حسن النوايا فإن التفسير الوحيد لهذه الحساسية المفرطة من حركة عانت الأمرين على مدى أكثر من 23 سنة هو حاجة هذه المؤسسات الملحة في التطهر من ماضيها البنفسجي و الإغتسال من ذنوبها التى ارتكبتها في حق الشعب من خلال انخراطها في منظومة الديكتاتورية . المنظمة الشغيلة و بعض وسائل الإعلام تحاول الآن أن تثبت لنفسها و للشعب التونسي أنها لن تكون كما كانت في السابق و ستكون قادرة على إسماع صوتها و صوتهم و التعبير عن مواقفها و مواقفهم و بعيدا عن افتراض النوايا السيئة يمكن أن نقول أن معارضة هذه المؤسسات للحكومة و حساسيتها المفرطة تجاهها مظهر صحي يبشر بكل خير .