حل وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام ضيفا على قناة حنبعل في برنامج لقاء خاص للحديث عن مسيرته السياسية و النضالية و ظروف ترشيحه من قبل حركة النهضة لشغل منصب وزير خارجية. درس الفلسفة في تونس ثم انتقل لاستكمال دراسته في المغرب منها الى بريطانيا ليتحصل هناك على الدكتوراه في السياسة و العلاقات الدولية , درس في جامعة وسمنصر ثم انتقل بعد ذلك للعمل في قطر كباحث ثم رئيس قسم البحوث في موقع الجزيرة للدراسات الاستراتيجية ليتولى بعد ذلك وزارة الخارجية التونسية كمرشح عن حركة النهضة. وعن علاقته بحركة النهضة و خاصة براشد الغنوشي قال عبد السلام " ان العلاقة براشد كانت وطيدة قبل هجرتي الى بريطانيا حيث كان هذا الأخير صديق للعائلة و يتررد على بيتنا كلما سمحت له الفرصة باعتبار أن أبي كان من مناضلي حركة النهضة و المتعاطفين معها منذ الثمانينات" و أضاف عبد السلام " العلاقة مع راشد توطدت و أصبحت متينة في المهجر بعد انضمامي الى كوادر الحركة في المهجر عن طريق تنظيم لقاءات و منتديات تحضرها عديد الشخصيات العربية و الدولية". و قال عبد السلام " ان ما شدني الى راشد الغنوشي أن علاقتي به كانت فكرية و لم تكن عمودية برغم فارق السن و المعرفة حيث كنا نتبادل الزيارات و نناقش الأوضاع السياسية و استراتيجيات العمل المستقبلي للحركة في اطار الندية و الاحترام المتبادل لأفكار كل منا". وعن مصاهرته لراشد الغنوشي قال عبد السلام " ان زواجه بسمية الغنوشي كان قرار شخصي مكلف سياسيا أن ذاك". أما بخصوص انتقاله للعيش في قطر اعتبر عبد السلام أن ظروف العمل بمركز بحثي محترم كمركز الجزيرة للبحوث الاستراتيجية هي من حتمت عليه الانتقال للعيش في دولة قطر مضيفا" استكملت خبرتي و تطورت مهارتي في العلاقات الدولية انطلاقا من عملي في هذا المركز كرئيس لقسم البحوث". و عن ظروف ترشيحه لمنصب وزير الخارجية من قبل حركة النهضة قال عبد السلام " رجعت الى تونس و لم يكن يخطر على بالي يوما أن أتولى موقعا من المواقع الرسمية باعتباري أنني جئت في اطار زيارة الى تونس بحكم ظروف العمل و كنت مترددا أصلا في الاقامة فيها" مضيفا " ان الأقدار الالاهية هي التي قادتني الى تونس و رشحتني لتولي هذا المنصب". أما بخصوص المصاهرة مع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي و علاقتها بتوليه منصب وزاري قال عبد السلام " ان علاقات القرابة لا تقدم و لا تؤخر باعتبار أنني متواجد داخل حزب نضالي مبني على مؤسسات لا على قرابات" مضيفا " ان من رشحني لهذا المنصب هي الخيارات و مؤسسات داخل الحزب و هياكله اتخذوا قرار تعييني بالإجماع" كما قال عبد السلام " أن الشيخ راشد الغنوشي كان متضايقا أصلا من تعييني وزيرا باعتبار عوامل القرابة". أما بخصوص السياسة الخارجية المستقبلية لتونس مع شركائها الأوروبيين كفرنسا مثلا قال رفيق " ستنبني على معطيات موضوعية و ستكون سياسة متعددة الأبعاد" مضيفا " ان الجغرافيا السياسية لتونس تفرض علينا علاقات مركبة و متنوعة ولنا صلة خاصة بفرنسا وقد طلبنا من وزير الخارجية الفرنسي تمكين تونس من شراكة متميزة مع البلدان الأوروبية". و اعتبر عبد السلام أن الأوضاع الاستراتيجية لتونس تقتضي الانفتاح على اقتصاديات متنوعة كالانفتاح على محيطنا المغاربي و العربي و هذا لا يعني التخلي عن العلاقات المتقدمة و المتميزة التي تجمعنا مع شركائنا الاقتصاديين التقليديين. واعتبر عبد السلام " أن الخلل الرئيسي الذي اعترى السياسة الخارجية التونسية خلال عهد المخلوع أن تونس انعزلت على محيطها العربي و الافريقي". و في علاقة بموضوع المهاجرين الغير شرعيين الى التراب الايطالي و الذي تطالب عائلاتهم وزارة الخارجية بتقديم معلومات عنهم قال رفيق عبد السلام أن " الوزارة ستستقبل ممثلين عن عائلات المفقودين سيتم ارسالهم مباشرة الى ايطاليا حيث ستقوم السفارة التونسية هناك بمساعدتهم في البحث عن أبنائهم المفقودين". و في ختام حديثه قال عبد السلام " أن هناك بعض الأشخاص يريدون ارباك عملية الانتقال الديمقراطي و ثقتنا في الشعب التونسي كبيرة لتجاوز هذه المحاولات ".