استضاف برنامج ''ملا نهار'' على إذاعة شمس اف ام السيد محسن مرزوق رئيس المنظمة العربية للديمقراطية الذي تحدث عن تاريخ الزعيم "الحبيب بورقيبة" أخطائه وإصلاحاته وأسباب رفض التيار الإسلامي للفكر البورقيبي ودور هذا الفكر في المرحلة السياسية المقبلة. Credits Shems FM وأكد السيد محسن مرزوق أن الحبيب بورقيبة كان إسلاميا حداثيا ومصلحا مشيرا إلى أن من يتهمه بأنه كان لائكيا ومعاديا للدين لم يقرا جيدا التاريخ التونسي. وأشار مرزوق إلى أن بورقيبة كان من ابرز الرافضين للمؤتمر الافخارستي "مؤتمر مسيحي" أثناء الاستعمار الفرنسي في حين أن رجال دين كانوا موالين لفرنسا وللباي وقبلوا بتنظيم هذا المؤتمر على الأراضي التونسية. وقال محسن مرزوق أن بورقيبة كان يخطب على المنابر ويدافع على الدين بنظرة حداثية تقدمية ودون تعصب مشيرا إلى أن بعض المساجد التي يهاجم أئمتها بورقيبة "كجامع الفتح" و"جامع اللخمي" تأسسا في الفترة البورقيبة مؤكدا على أن الزعيم كان يرفض الاستغلال السياسي للدين الإسلامي. واستغرب محسن مرزوق العداء المفرط فيه من قبل التيارات الدينية ضد الحبيب بورقيبة مشيرا إلى أن قبول راشد الغنوشي بالفصل الأول هو دليل قاطع على أن بورقيبة عند إنشائه لدستور 1959 كان صائبا ولم يكن معاديا للدين كما كان يصور البعض والدليل دفاع الإسلاميين عن هذا الفصل ورفضهم لتضمين الشريعة الإسلامية في الدستور المقبل. وأكد محسن مرزوق أن من انتصر في الانتخابات الماضية هو فكر الحبيب بورقيبة الذي كان متطورا ومتجاوزا لعصره والدليل على ذلك الحفاظ على النمط الاجتماعي الذي أسسه بورقيبة. وطالب محسن مرزوق من بعض السياسيين المناوئين لبورقيبة أن يحترموا تاريخ الرجل وان يكونوا أكثر تواضعا عند الحديث على تاريخه. وقال مرزوق أن نساء تونس تعترف بجميل الحبيب بورقيبة في تحديث الدولة وترك عادات قديمة كتعدد الزوجات مشيرا إلى أن بعض نساء النهضة رفضن الحديث عن هذه المسالة وهو ما يؤكد أن التحديث الذي بدأه بورقيبة كان في محله وأعطى نتيجة ملموسة حتى داخل التيار الديني. وأشار محسن مرزوق أن الإسلاميين يحاولون نسب "صالح بن يوسف" إليهم في حين أن هذا الأخير كان علمانيا متطرفا وأكثر علمانية من الحبيب بورقيبة. وأكد محسن مرزوق أن الحبيب بورقيبة رغم نجاحاته الكبيرة في بناء دولة حديثة تخضع للقوانين لكنه فشل في تطبيق الديمقراطية معللا ذلك إلى غياب الوعي المجتمعي وانتشار الجهل بين التونسيين. وقال محسن مرزوق أن من اكبر أخطاء بورقيبة تمسكه بالسلطة لأخر رمق وتصفيته لجميع معارضيه حتى من العائلة الدستورية مشيرا إلى الإصلاحات التي حاول احمد المستيري ترسيخها في تونس والتي رفضها بورقيبة. وعاب مرزوق على المتاجرين بالفكر البورقيبي في هذه المرحلة في الوقت الذي تخلوا عنه عندما فرضت عليه الإقامة الجبرية زمن نظام "بن علي" في حين كانوا من اقرب المقربين إليه ولم يدافعوا عنه. وقال مرزوق أن الفكر البورقيبي باستطاعته العودة إلى الحياة السياسية في حال تحالفه مع القوى التقدمية والديمقراطية.