نزل رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر ضيفا على قناة العربية على هامش انعقاد المجلس الوزاري الأوروبي تعقيبا على بعض ما يشاع عن تطورات الأوضاع داخل البلاد التونسية وخاصة تحركات المجموعات السلفية. واعتبر بن جعفر أن تونس ليست قندهار وكل من يزور تونس يعرف ذلك, مضيفا " علينا وضع الاعتداءات في حجمها الطبيعي باعتبار أننا نطلق من حدث مأرق للحكومة التونسية ولا بد من التصدي لهذه المجموعات بكل حزم". وأكد بن جعفر أن ما يشغل التونسيين اليوم ليست المجموعات السلفية انما هي اشكاليا التنمية والتشغيل وتحسين الظروف الاجتماعية للمواطن, مضيفا " هناك تجاوزات من قبل المجموعات السلفية ونحن بصدد التصدي لمثل هذه التجاوزات مهما كان مصدرها ومرتكبيها". وقال بن جعفر أن الاعتداءات الحاصلة في تونس تعبر استثناءات والشاذ يحفظ ولا يقاس عليه, مضيفا " هناك محاولات لتشويه صورة تونس في الخارج عن طريق تعميم مثل هذه الأحداث وكأنها تتكرر بشكل يومي". وأكد بن جعفر أن هناك بعض الصعوبات خاصة على المستوى الأمني باعتبار أن النظام التونسي بعد الثورة نظام ديمقراطي, مضيفا " نحاول أن نتعامل مع التجاوزات بشكل من المرونة ومحاولة تجنب الردع الصارم وذلك في اطار احترام مبدأ دولة القانون والمؤسسات لذلك هناك انعكاسات قد تخلق لدى البعض شعور بأن الدولة ليست بصدد القيام بمهامها". وقال بن جعفر أن تونس تمر بفترة انتقالية دقيقة تحدق بها العديد من المخاطر وعلينا تجاوز هذه المرحلة بأقل التكاليف لكن للأسف بقينا في صراعات سياسية بدل الوحدة الوطنية, مضيفا " هناك جزء من الاعلام المسيس المربوط بأحزاب سياسية بصدد الجذب الى الوراء وهناك أيضا اعلام مهني بصدد العمل وفق المعايير المهنية وهذا ما يوجد في جميع بلدان العالم وليست تونس بدعة". واعتبر بن جعفر أن من أهم المواضيع المطروحة حاليا على الساحة التونسية هي موضوع الاعلام وانشاء هيئة مستقلة للإشراف عليه الى جانب تركيز الهيئة العليا للانتخابات, مضيفا " ستطرح مشاريع القوانين المنظمة لعمل هذه الهيئات للمصادقة قريبا". وفي علاقة بكتابة الدستور التونسي قال بن جعفر أن المجلس التأسيسي يريد اشراك جميع مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية في صياغة دستور البلاد القادم ومن هنا تكون فترة كتابه في سنة واحدة أمر ليس بكثير, مضيفا " لدينا من الخبرات ما يمكنا من كتابة الدستور في أسبوع واحد لكن هذا ليس خيارنا". وبخصوص العلاقات التونسية الفرنسية بعد وصول المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند الى الحكم قال بن جعفر نحن بصدد مراجعة العلاقات مع باريس على أساس احترام الارادة التونسية والبحث عن مزيد من التوازن, مضيفا " هناك حس مرهف بين البلدين لوضع استراتيجية تنموية مشتركة وننتظر التسريع في هذه الخطوات مع جميع شركائنا الأوروبيين".