بحث الرئيس الأميركي باراك أوباما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس الأربعاء، ثلاث قضايا رئيسة هي سورية وإيران والتسوية الفلسطينية الإسرائيلية، وذلك في أول زيارة يقوم أوباما إلى إسرائيل خلال ولايته الرئاسية الثانية، وتشمل جولته أيضا كلا من فلسطين والأردن. وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك عقده في القدس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ان "استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا سيكون خطأ مأساويا، وأكد ان "نظام الرئيس الأسد سيتحمل نتائج استخدام هذا السلاح أو نقله لإرهابيين." وعبر أوباما عن شكوكه في أن تكون المعارضة السورية أطلقت أسلحة كيماوية، وقال إنه ستكون هناك محاسبة إذا استخدمها الرئيس السوري بشار الاسد، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة ستجري تحقيقا وافيا في الأمر". مضيفاً إنه يعتقد أن على الرئيس السوري بشار الأسد الرحيل - وأنه سيرحل فعلا. وفي الملف النووي الإيراني قال الرئيس الأميركي :"إنه اقتنع بأنه لا يتوجب على إسرائيل الحصول على موافقة الولاياتالمتحدة قبل تنفيذ ضربة عسكرية إيران، مضيفا أن بإمكان إيران إنتاج قنبلة نووية في غضون عام واحد إذا اختارت أن تفعل ذلك". وأكد أوباما أنه ما زال هناك وقت لحل دبلوماسي مع إيران، "ولكن كافة الخيارات ما زالت مفتوحة" مشددا على أن التزام بلاده بأمن إسرائيل "التزام قوي." ومن جهته جدد نتنياهو التأكيد على أن إسرائيل لا تريد أن تبني إيران مخزونات من اليورانيوم المخصب، بغض النظر عما إذا كانت قررت المضي في بناء سلاح نووي أم لا، مضيفا أنه "مقتنع تماما" بتصميم الرئيس الاميركي على منع ايران من امتلاك الأسلحة النووية". وقال نتنياهو "إذا قررت إيران صنع سلاح نووي فسيحتاج ذلك منها نحو عام، لافتا إلى أن إيران ستبلغ ما وصفه "بمجال المناعة" عند اتمامها عمليات تخصيب اليورانيوم. كما عبر أوباما عن رغبة في أن تستأنف المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية، لكنه لم يطرح مبادرات جديدة ولم يشر إلى بناء مستوطنات إسرائيلية، حيث تم التوضيح مسبقا عن أن سبب الزيارة هو الاستماع دون طرح أي مبادرات، وهو ما كان ذكره من قبل وزير الخارجية الاميركية جون كيري أثناء جولته مؤخرا بالشرق الأوسط. وأشار إلى أنه يريد أن يستمع إلى كل من الجانبين قبل أن يقرر السبيل للمضي قدما، ويجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله يوم الخميس. علما بأن المستوطنات كانت العامل الرئيسي في انهيار المفاوضات التي كانت تجري برعاية الولاياتالمتحدة في عام 2010 . وقال نتنياهو في المؤتمر الصحفي إنه يعلم أن كثيرين يتساءلون عن السياسة التي ستخطها حكومته الجديدة ازاء الفلسطينيين، ولكنه أكد أن الحكومة "مازالت ملتزمة التزاما كاملا بالسلام وبحل الدولتين للشعبين." وعبر نتنياهو عن أمله في أن تساعد زيارة أوباما للمنطقة في فتح صفحة جديدة من العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، مؤكدا أن إسرائيل لا يمكن أن تتخلى أو تتنازل عن حقها في الدفاع عن نفسها "لأي طرف آخر بما في ذلك أعظم اصدقائها." أما الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز فحذر في مؤتمر مشترك مع الرئيس الأمريكي أوباما من أنه "لا يجب السماح لمخزون الأسلحة الكيميائية السورية بالوقوع في أيدي جماعات إرهابية"، مضيفا إنه "لحسن الحظ تم تدمير قدرة سورية النووية، لكن للأسف ترسانة الأسلحة الكيميائية ما زالت باقية". واعتبر أن "حزب الله يدمر لبنان ويدعم المجازر الوحشية بحق الشعب السوري على يد الرئيس الأسد"، مؤكدا أن "الخطر الأكبر يبقى البرنامج النووي الإيراني، الذي تعتقد إسرائيل وغالبية الدول الكبرى أنه لتطوير أسلحة نووية". ومن المقرر أن يقوم الرئيس الأمريكي اليوم الخميس بزيارة لمدينة رام الله بالضفة الغربيةالمحتلة حيث سيجري محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ثم سيغادر متوجها إلى الأردن يوم الجمعة. وتم إطلاق صاروخين من قطاع غزة، اليوم الخميس، على جنوب إسرائيل، وأفاد متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، بأن صاروخين أطلقا من قطاع غزة انفجرا في جنوب إسرائيل دون أن يؤديا إلى وقوع جرحى. ونقلت وكالة فرانس برس عن المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد "لقد انفجر أحد الصاروخين في باحة منزل في مدينة سديروت، مما ألحق أضرارا بينما سقط الصاروخ الثاني في أحد الحقول".