اعلنت الادارة الأمريكية عدم معارضتها لهجوم اسرائيلي على سوريا وبدأت محادثات تنسيقية مع اسرائيل حول الترتيبات العملياتية لضمان هجوم فعال وهادىء وفق ما أكدته صحيفة اسرائيلية أمس على خلفية قرار واشنطن تكثيف دعمها لاسرائيل. نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن مسؤولين أمريكيين كبار قولهم لنظرائهم الإسرائيليين، إن الإدارة الأمريكية منحت الحكومة الإسرائيلية الضوء الأخضر لشن هجوم عسكري داخل الأراضي السورية لإحباط نقل السلاح الكيماوي السوري إلى جهات معادية لتل أبيب كحزب الله اللبنانى، موضحة أنها لن تمنع إسرائيل من مهاجمة قوافل لحزب الله تحمل تلك الأسلحة الكيماوية.
اتفاق ومشاورات
وأشارت الصحيفة العبرية إلى وجود تنسيق وثيق بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل بشأن طريقة العمل التي يجب اتباعها من أجل إحباط إمكانية نقل أسلحة كيماوية إلى لبنان من قبل حزب الله، مشيرة الى أن مسئولين عسكريين كبار من الجانبين يلتقون ويناقشون ذلك.
وأضافت معاريف أنه بسبب الخشية من أن قصف قافلة شاحنات تحمل أسلحة كيماوية في طريقها إلى لبنان، أو في سوريا إذا اقتضت الضرورة، قد يؤدي إلى اندلاع حرب، فإن الطرفين يتباحثان بشأن طريقة إحباط عملية النقل بطريقة ذكية وهادئة، بما في ذلك استخدام وحدات كوماندوز خاصة.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن السيناريو الأول لاستخدام الأسلحة الكيماوية هو أن يقوم الرئيس السوري بشار الأسد باستخدامه على نطاق واسع وبكميات كبيرة للقضاء على الانتفاضة بضربة قاصمة، الأمر الذي تنفيه وزارة الخارجية السورية.
أما السيناريو الثاني والذي وصف بأنه ليس بالضرورة على حساب الأول، فهو أن يحاول حزب الله أو تنظيم القاعدة وضع اليد على مخازن السلاح، الأمر الذي تعتبره إسرائيل تهديدا مباشرا.
وقالت معاريف إنه بحسب تقديرات مسؤولين في الإدارة الأمريكية فإن هناك إمكانية معقولة أن يحصل سيناريو واحد أو الاثنين معا في المدى القريب جداً، في الأسابيع القريبة، وذلك بسبب التدهور السريع للوضع السورى، وهو السبب الذي أدى إلى تعزيز التنسيق في هذه المسألة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن ذلك هو السبب أيضا في العدد الكبير من التصريحات التاريخية بدءاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مروراً بوزير الدفاع إيهود باراك، وانتهاءً بوزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، والتي تهدد بالهجوم العسكرى، وبحسب ليبرمان فإن ذلك سببا للحرب.
دعم تاريخي
من جهة أخرى ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس أن مشروع القانون الذي صادق عليه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس الأول الجمعة، لتعزيز التعاون العسكري بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وحفظ أمنها يعد الأكبر من نوعه في التاريخ المشترك بين البلدين.
وقالت مصادر أمريكية للصحيفة العبرية، إن أوباما سيسعى إلى التأكيد على التزامه بالحفاظ على أمن إسرائيل للناخبين اليهود الأمريكيين في حفل يقام في البيت الأبيض، في توقيت تحدد ليسرق الأضواء من منافسه الجمهوري من رومني الذي اتهم الرئيس بتقويض العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.
وكان الكونغرس الأمريكي قد أقر مشروع القانون الذي أطلق عليه «قانون تعزيز التعاون الأمني بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل»، ولاقى المشروع تأييداً واسعاً من الديمقراطيين والجمهوريين الأسبوع الماضى، حيث ينص القانون على تعزيز التعاون بشأن الدفاع الصاروخي والاستخبارات وزيادة إمكانية الحصول على أسلحة متقدمة. وكشف تومي فيتور، المتحدث باسم البيت الأبيض، أن الإدارة الأمريكية تدعم مشروع قانون التعاون الأمني مع إسرائيل بزيادة المساعدات العسكرية لها، وتزويدها بإمكانية الحصول على عتاد إضافى.
وقالت يديعوت، إنه ومع ذلك يأمل رومني أن يكون لرحلته إلى إسرائيل الحالية صدى لدى الناخبين اليهود في الولاياتالمتحدة، حيث وصل إلى إسرائيل من لندن، اليوم، ليلتقي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي توترت العلاقات بينه وبين أوباما.
وأشارت يديعوت إلى أن أوباما كان قد أغضب كثيراً من الإسرائيليين وأنصارهم من الأمريكيين العام الماضى، حينما أصر على أن أي مفاوضات بشأن حدود دولة فلسطينية في المستقبل يجب أن تبدأ على أساس الحدود التي كانت توجد قبل استيلاء إسرائيل على الضفة الغربية وقطاع غزة في حرب 1967 .