بقلم / منجي باكير في الحلقة الأخيرة من برنامج التاسعة و خلال استضافته للباجي قائد السّبسي بدا منشّط البرنامج معزّ بين غربيّة على غير عادته و على خلاف ما عوّدنا به من شراسة مع ضيوفه فهو بمناسبة أو غير مناسبة وفي أسلوب هجومي صِرْف ينقضّ على ضيوفه خصوصا إذا كانوا من الترويكا الحاكمة و بالأخصّ إذا كانوا من منتسبي النّهضة كما أنّه لا يترك لهم متّسعا من الوقت لإكمال أفكارهم فيحاصرهم بكثير من الأسئلة حتى يشتّت تركيزهم أو يثير أعصابهم في نزعة يختلط فيها بعضا من المهنيّة الماكرة و الخبث الواضح أكثر الأحيان على قسمات وجهه ، و هو لا يتورّع عن قطع حديث المتكلّم إذاما لاحظ أنّه تمكّن من بلورة أفكاره بفرض الفواصل الإشهاريّة و المداخلات الخارجية ... لكنّنا وجدناه في حلقة السّبسي شيئا آخر ، و جدنا معزّ الوديع جدّا ، المطيع جدّا النّازل عند أوامر ضيفه الذي لم يفتْه أن يأمره بالسكوت و الإنصات فقابله بالرّضا و الإنصياع ، وجدنا في هذه الحلقة كيف أنّ معزّ بن غربيّة ينتقي أسئلته و يتفنّن في صياغتها ليقدّمها باحتراز و أدب كبيرين للسسّبسي غير مكترث كثيرا من مراوغات هذا الأخير و تفصّيه من جميع مسؤليات من نُسب إليه ،،، حتّى الضيفة الخارجيّة لم يكن لتدخّلها أيّ تأثير يُذكر على الحلقة ، بل وقع محاولة تهميش ما جاء على لسانها و تجاهل ما أشارت إليه . لا ننسى كذلك أن معزّ إستعان في ديكوره بمنارة النّقاشات السياسية و جهبذ التحاليل السياسيّة و التصوّرات الإستراتيجيّة و الذي بدوره لم يشذّ عن قاعدة المطلوب منه بل جارى وقائع الحلقة مكتفيا بتسجيل حضور محتشم إلاّ من بعض الأسئلة الممجوجة و التي لا تتطلب من السّبسي جهدا كبيرا للتنصّل منها ،،، هنا ظهرت صورة و خلفيّة المنشّط جليّة في ما علق به بخصوص توجّهه السياسي و تباين تعامله مع مختلف التيارات و الأحزاب السياسية و أهلها .. بن غربيّة و استكمالا للمشهد الترحيبي بالباجي قائد السّبسي و تتويجا لهذه المهادنة الفاضحة لم ينس أن يختم حلقته المذكورة بإهداء غنائي في جينيركها إختار له من المقاطع المعبّرة : حلّتني أعيش الحبّ !!