بقلم / منجي باكير من أجلّ الضروريات في الإعلام إجمالا و مزامنة مع مطالبته بالحريّة وتكوين رصيد من الثقة لدى المتلقّي و إنشاء الشارة الذهبيّة المميّزة له و هي المصداقيّة حتىّ يكون مرجعيّة نيّرة و منيرة تساعد على متابعة وفهم الأحداث و المجريات ،و هكذا هو حال الإعلام النّزيه و المِهني ... إلاّ أنّ معظم إعلامنا من بعد الثورة سلك غير هذه الطريق و أسّس لغير هذا الهدف السّامي فحشر كمّاً من الأدعياء و الدّخلاء و اعتمد سياسة الإبهار المزيّف و جمع لذلك ما يوجّه به نحو تشتيت إنتباه المتابعين و لا يساعد على تأسيس ثقافة إعلاميّة واعية ، بنّاءة و لا لقيام سلطة رابعة حقيقيّة تمليها و تتطلّبها ضرورة المرحلة برنامج التّاسعة برغم ما حازه من أهميّة لدى المتابعين إلاّ أنّه حاز كذلك كثيرا من السّلبيّات سواء على مستوى كيفيّة إنتقاء الضيوف أو منهجيّة إدارة الحوار و الإتّجاه به نحو وجهة واحدة و مقصودة ، لكن ما انضاف لهذا البرنامج زاده حيادا و زيْغا على متطلّبات المهنيّة الإعلاميّة و متطلّبات المرحلة التي تمرّ بها البلاد و نقصد به اعتماد أشرطة وثائقيّة للإستشهاد بها و اعتمادها مادّة لتغذية الحوارظهر منها أخيرا ما هومفبرك إذ أنّه غير بعيد و مواكبة لأحداث الشّعانبي أتحفنا هذا البرنامج – التّاسعة- بشريط قدّمه المنشّط على أساس أنّه مؤيّد و موثِّق لموضوع الحلقة ، غير أنّه و في ذات الحصّة و عند تدخّل إحدى الحاضرات صرّح بأن هذا (الشريط قديم شويّا) بل ما علّق عليه من بعد بعض المتابعين هو أنّ الشريط لا يخصّ البلاد التونسيّة أصلا لا من قريب و لا من بعيد ،،، في هذا السّياق كان موضوع الشريط الوثائقي الذي أورده البرنامج في إحدى حلقاته الأخيرة و الذي تناول عنوان تهريب السّلاح في الجنوب الغربي للبلاد التونسيّة ، فلقد كان الفاضحة التي تحوّلت ملابساتها إلى القضاء لمتابعة الموضوع و البحث في تفاصيله و دوافعه و البتّ فيه ، يُذكر أنّ النّاطق الرّسمي للحرس الوطني لدى إستضافة في نفس البرنامج أشار إلى أنّ العمليّة تتضمّن أموالا و فبركة لسيناريو وهمي لا أساس له من الصحّة كما عاب على الصحفيين نشر مثل هكذا وقائع مزيّفة من شأنها أن تعكّر الصفو العام ... فهل سيعتبر القائمون على هذا البرنامج و من وراءه التونسيّة و باقي وسائل الإعلام ليتحرّوا جيّدا في موادّ برامجهم و ما يُبثّ فيها مراعاة للمصلحة الوطنيّة ، أم ستبقى الأمور على عواهنها و يستمرّ نفس الخطّ الذي قد يبطن الكثير من النّوايا و يفتح الباب على كثير من التأويلات وتستمرّ --الفبركات و التفسكيات --؟؟