بقلم / منجي باكير لعلّ من بين بعض الأصوات في المجلس التأسيسي التي غالبا ما تترجم حال الشعب و إرادته بحكم منشئه و تكوينه الأكاديمي و فكره القويم نجد النائب المبروك الحريزي ، هذا الرّجل قد يكون قليل الكلام و قليل المواقف لكنّه يحمل بين جنبيه كثيرا من هموم شعبه ، لا أعرف الرجل بصفة لصيقة بخلاف متابعة نشاطه السياسي وصفحته الرّسميّة إلاّ في فرصة واحدة أيّام مناقشة مسودّة الدستور التي عُرضت وقتها على عموم الشعب ،،، النّائب مبروك الحريزي تكلّم اليوم كما لم يتكلّم من قبل فأفرغ كل شحناته في موجز أتى على بيت الدّاء في ما تعانيه تونس اليوم ، تكلّم بكلّ صراحة و سمّى الأشياء بمسمّياتها فشخّص و أحسن التشخيص بعيدا عن الولاءات الحزبيّة و إملاءات المصالح الشخصيّة ،أشار النّائب إلى الضعف الفادح و الغير مبرّر للحكومة القائمة و تراخيها في الحزم و تطبيق القانون وخلل تعاملها مع أصوات الثورة المضادّة و عجزها المهين أمام المتكالبين على دعوات الخراب و الإنقلاب كما انتقد سعي الحكومة إلى احتضان هؤلاء الإنقلابيين و التسامح المفرط معهم بينما الواقع يفرض الضرب على أيديهم و إعمال سلطة القانون ضدّهم ، ووصف السيد مبروك الحريزي مواقف الحكومة بأنّها تعاملٌ على طريقة داوني بالتي كانت هي الدّاء فأسكرت المعارضين بالسّلطة حتّى تمادوا في غيّهم ...و بذلك فإنّ الطبقة السياسيّة لم تكن في مستوى تطلّعات الشعب و لم تف دماء الشهداء و الجرحى حقّ ما ضحّوا من أجله . النائب مبروك الحريزي أثار أيضا موضوع الأجهزة الأمنيّة فبيّن مواطن الخلل في عملها و التوجّهات الخاطئة لبعضٍِ من مكوّنات النقابات الأمنيّة و التي ليست من مهامّها الرئيسيّة ، و طالب بشفافيّة الخطاب بخصوص مورّطي الإرهاب و الكفّ عن كيل التهم جزافا و الإقلاع عن عدم الوضوح في تحديد المسؤوليات ... أمّا في موضوع الإتحاد العام التونسي للشغل فقد قال النّائب أن هذه المنظّمة الشغيلة ينحصر عملها كما هو معلوم في الذود عن الطبقة الشغيلة و ليس لها الحقّ في أن تقترح أو أن تنتصر لأيّ طرف سياسي دون الآخر ... هكذا كانت مداخلة النائب مبروك الحريزي ، مداخلة عبّرت بكل وضوح عن ما يخالج غالبيّة الشعب فكان ترجمانا صادقا لحال الرأي العام و السّواد الأعظم من الشّعب بعيدا عن المهاترات السياسيّة و المحاصصات و الحسابات الحزبيّة التي لا تزيد الوضع إلاّ تأزّما و لا تخدم واقعا إلاّ أجندات أصحابها على حساب الإرادة الشعبيّة ،، فهلاّ وعت حكومتنا و هلاّ استوعبت حتّى لا يتسرّب المزيد من الإحباط للقواعد الشعبيّة و لا تتلبّسها الخيبات من كلّ جانب ؟؟؟