يسجّل الاتحاد الوطني الحر بانشغال تعمّق الأزمة السياسيّة في البلاد بعد الفشل الواضح في انطلاق مفاوضات جديّة بين الترويكا الحاكمة وبقيّة الاطراف السياسيّة من اجل ايجاد حلول للمطالب المطروحة منذ اغتيال الشهيد محمّد البراهمي . وانّ الاتحاد الوطني الحر الذي يذكّر بموقفه المبكّر منذ حادثة الاغتيال والداعي الى تكون حكومة جديدة وحثّ المجلس التأسيسي على استكمال مهامه الدستوريّة في أجل أقصاه يوم 23 أكتوبر وتأكيده في سياق تصوّر كامل لحل الأزمة القائمة على ضرورة تهيئة البلاد لدخول مرحلة تمهيديّة يشمل فيها التغيير الرئاسات الثلاثة ولا يقتصر فقط على الحكومة حتى نمهّد ظروف النجاح الضروريّة للانتخابات القادمة ، بناءا على ذلك يدعو الاتحاد الوطني الحر : - الترويكا الحاكمة بتركيبتها الغير متجانسة و افتقادها الى الكفاءات الى الاعتراف الواضح والصريح بالفشل في ادارة شؤون البلاد نتيجة وضع حد لخطاب المغالبة والعناد الذي ينفي وجود أزمة حادّة في البلاد تؤشّر الى وضع اقتصادي خطير وكارثي تشرف عليه تونس في حالة ما تواصل الوضع على ماهو عليه . وينبّه الاتحاد الوطني الحر الى أن أطرافا داخل الترويكا وأساسا حزب المؤتمر من أجل الجمهورية لا زالت تقود الوضع نحو مزيد التأزّم بخطابها المنفلت الخارج عن أي تقدير موضوعي لحقيقة الوضع بالبلاد تصعيدا وتعويضا عن فشل هذه المجموعة في أداءها ضمن المستويات المختلفة التي تحمّلت فيها المسؤولية سواء داخل الحكومة أو على مستوى رئاسة الجمهوريّة - يدعو حركة النهضة الى وضع مصلحة تونس فوق مصلحة تحالفها الحزبي والاقتناع بأن مراجعة تحالفها مع أحزاب فقدت وزنها السياسي والعددي داخل التأسيسي وخارجه هو من صميم العمل السياسي العقلاني والجدّي الذي يقدّر مصلحة البلاد قبل منطق المحاباة والمجاملة السياسيّة . - يدعو الأطراف المعارضة المنضوية تحت اطار جبهة الانقاذ الوطني الى مواصلة التمسّك بنهج الحوار والتفاوض كخيار رئيسي بعيدا عن كل أشكال التصعيد وتجييش الشارع الذي قد ينفلت عن كل توجيه أو ضبط ويذهب بالبلاد الى حالة من الفوضى يخسر فيها الجميع . ويجدّد الاتحاد مطلبه الواضح والدقيق في الشروع في مفاوضات جديّة من أجل مناقشة تغيير حقيقي يشمل الرئاسات الثلاثة يكون حلاّ جوهريّا وشاملا للأزمة السياسية المستعصية في البلاد ويعوّض الحلول الجزئيّة التي لن تفعل غير ابقاء أوضاعنا الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة في نفس دائرة التأزّم والعطالة .