بقلم / منجي باكير صفاقس ، مدينة المليون ساكن و يزيد أجمعت كل ميزانيات البلاد الفائتة و ربّما اللاّحقة عاى تناسيها و تجاوزها ،، كما أجمعت كلّ القراءات السّياسية للحكومات المتلاحقة على تهميشها برغم ما تضطلع به من أدوار و مهامّ صعاب على جميع المستويات و في كل المجالات و مع كلّ ما جاورها ( قربا أو بعدا ) من الولايات ،،، كما أنّ كثيرا من أبناءها و لسبب أو لآخر هجروا المدينة بأبدانهم و أموالهم و تركوها تصارع لنفسها و بنفسها كلّ أنواع المشاكل المستعصية و النّقائص الفادحة ،،، و في هذا الإطار طالعتنا الأخبار أنّ أحد أبناء الجهة و وزير في حكومة الترويكا الحاكمة و الذي سوف ينهي مشواره و يغادر كرسي الوزارة حسب ما تمليه طبيعة مرحلة المشهد السياسي الجاري ، هذا الوزير أصيل مدينة صفاقس أبى إلاّ أن يتوّج نهاية توزيره بتكريم مدينته – و التي اختمرت و تختمر – كلّ ليلة و يوم بما تعانيه من اختلالات أمنيّة و براكاجات و سرقات و ترويج و استهلاك للمسكرات و المغيّبات للعقل ، أبى هذا الوزير إلاّ أن يساهم من جانبه في الترخيص و الدّفع لانتصاب شركة كبرى لتوزيع الخمور بالجملة على حانات مدينة صفاقس ...! هكذا يكون الودّ و رد الجميل أو لا يكون ، إن ثبت الخبر المتداول و صحّت قرائنه ، هكذا تكون الهديّة الكبرى – مجمّع – للخمور يعزّز الأسطول القائم و المتفاقم خصوصا قرب و حذو الأحياء الشعبيّة و التي – حالتها مِتْعْبة أصلا - هديّة يزداد قدرها أنّها تكون في عهد حكم النّهضة ، حكم الحركة الإسلاميّة التي انتظرها أهالي صفاقس مع كثير من أبناء شعبهم لتعيد كثيرا من قيمهم الدينيّة و الأخلاقيّة و الأمنيّة الضّائعة و المهدورة ..!