سوق بوشويشة تسمية يطلقها سكان مدينة صفاقس على السوق الشعبية للخضر و الغلال أساسا ، وهو مجمّع يستقطب يوميا اعداد هائلة من الحرفاء القارّين و العابرين من داخل المدينة و احوازها ،، هاجسهم و مبتغاهم في هذا السوق هو قضاء حاجاتهم اليومية بأرخص الأسوام وسط الغلاء المستمرّ. لكن مانلاحظه واقعا أن هذه السّوق في كثير من الأحيان يحيد عن المقصود و قد ينقلب في أحايين كثير إلى نقمة أكثر منه نعمة ،،و ذلك لوضعه المهمّش بخصوص الرقابة الحازمة و الحينيّة سواء على المستوى الصحّي أو مراقبة الأسعار و الموازين و كذلك أخلاق بعض المنتصبين . فكيفية العرض المعمول بها تجعل ما ظهر من السّلعة برّاقا و مغريا و ما تلى البائع نوعا آخر على غرار ( يا مزيّن من برّة ...)، عملية التعبئة و الوزن و -التقرطيس – تقع في سرعة عجيبة و تزيدها غموضا -الساشيات السوداء- و كم من مستهلك رجع يمنّي نفسه بشبعة غلّة و لكن عند وصوله الى داره يجد غير الذي توقّع و يلقي بأكثره في المزبلة ... أمّا عن أخلاق بعض الباعة و بعض مظاهرهم فهي أبعد من أن تكون في المستوى المطلوب و شعارهم في ذلك (اشرب و الاّ طيّر قرنك ! ). كلّ هذا راجع الى اضطرار العيّاش معاودة ارتياد السّوق و حاجته الملحّة لمقاومة الغلاء و كفاء ضرورياته من الخضر و الغلال ،، أمام هذا الوضع المتفاقم لا يسعنا إلاّ أن نوجّه نداءنا الى كلّ السلط الصحيّة و الرقابيّة و الأمنية لتكثيف حضورها و اتخاذ تدابير جادّة ، صارمة و فوريّة .