بقلم الأستاذ بولبابة سالم النادي الإفريقي في حياة أحبّائه هو رحلة في الزمان , هي قصّة عشق خالدة لا تتكرّر , هو حبّ بلا مقابل , هل سمعتم بعاشقين يقولان لبعضهما " شكرا " كما قال محمود درويش . يخطئ من يعتقد أنّ حبّه يتأرجخ بين النتائج , هو قصّة اجيال و ملحمة تأسيس لا يعرف سرّها إلاّ من اطّلع عليها { لمن لا يعرف فعليه بكتاب المرحوم عبد المجيد مسلاّتي حول تاريخ النادي } , من رحم مقاومة الإستعمار وُلدنا , ووفاء لدماء الشهداء تغلغل نادينا في عمق الاحياء الشعبية , الإفريقي مدرسة أخلاقية وهو النادي الذي كان رئيسه الشرفي الشيخ الفاضل بن عاشور سنة 1946 و هي سنة تأسيس الرجل للإتحاد العام التونسي للشغل صحبة الزعيم فرحات حشاد . لطالما أمتعنا فريقنا و زرع الفرحة في قلوبنا , لطالما انتشينا بانتصاراته الرائعة . أدرك جيّدا ان عجلة التاريخ لن تتوقّف من أجل هزيمة , و لن نمنح الفرصة لمن ينتظرون هدم بيتنا بأيدينا , أرجو كمحبّ غيور على الجمعية و عاش معه في ستاد المنزة ملحمة الرباعية التاريخية سنة 1991 أن نعالج مشاكلنا بعقل بارد و قلب حارّ لنقطع الطريق على الأصوات المتطرّفة . الهيئة المديرة ليست معصومة من الخطأ و سننقدها في الجلسة العامة التقييمية لنكشف عيوبها و نقترح الحلول لتدارك أخطاء الماضي . بعض الظواهر لا توجد إلا في الإفريقي , كنّا نتفهّمها في الماضي بسبب غطرسة سلطة الإستبداد على النادي , أما بعد الثورة ففريقنا أوّل من مارس الديمقراطية لانتخاب رئيسه و هيئته المديرة , سليم الرياحي جاء بعد انتخابات و لن يأتي رئيس جديد إلا بعد انتخابات و بعد ان يعرف ما ينتظره . باختصار شديد : الإفريقي مدرسة في الديمقراطية و الإنقلاب لن يحصل في الإفريقي لأننا لن نسمح به . النادي الإفريقي امانة و سنُحيي الأمل رغم عصف الألم . عشتم و عاش النادي الإفريقي .