نظّم مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن " csis " يوم الأربعاء بواشنطن ملتقى سياسيا وفكريا حضره عدد كبير من قادة الفكر والسياسة والاقتصاد ومن الشخصيات المؤثرة سياسيا واقتصاديا واستثماريا في الولاياتالمتحدةالأمريكية وذلك على شرف رئيس الحكومة والوفد المرافق له الذي حل اليوم بواشنطن قادما من نيويورك في إطار زيارته إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وألقى رئيس الحكومة محاضرة استعرض فيها الوضع العام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني بالبلاد أكد خلالها أن الأطراف السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تونس أدركت أن البلاد لا يمكن أن تُساس إلا بالتوافق وذلك في الملفات السياسية كما في الملفات الاقتصادية والاجتماعية مشدّدا على أن الاولوية المطلقة اليوم هي تنظيم الانتخابات قبل موفى هذه السنة لإنهاء آخر مراحل الانتقال الديمقراطي والمرور إلى مرحلة الاستقرار المؤسساتي وذلك بعد أن تمت المصادقة على الدستور الذي هو فخر لتونس بما أنه دستور يؤكد مدنية الدولة ويضمن كافة الحقوق والحريات ويؤسس لمستقبل تونس ولأجيالها القادمة. وأبرز مهدي جمعة أنه لا بد من توفير المناخات الملائمة لذلك مبينا أن أول هذه المناخات هو الاستقرار الأمني في بلد غير متعوّد على الإرهاب، هذه الظاهرة التي تأتي تهديداتها من الخارج بحكم الظرف الاقليمي مؤكدا بالمناسبة تصميم الحكومة وحرصها على التصدي لظاهرة الإرهاب قائلا إنه لا مكان للإرهاب وللتطرف في تونس منوّها في هذا الإطار بأهمية التعاون والتنسيق الدولي لمحاصرة الظاهرة ومقاومتها مع الأصدقاء على غرار التعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في الجانب الأمني، وهو تعاون موجود وسيتدعم أكثر من خلال هذه الزيارة. كما تطرق رئيس الحكومة في محاضرته إلى الوضع الاقتصادي العام بتونس وما يتميز به من عجز في الميزانية وضغوطات اجتماعية كبرى وارتفاع لكلفة الأجور والدعم مشيرا الى أن الحكومة عازمة على اتخاذ إجراءات بعضها على المدى القصير وبعضها ضمن مشاريع الإصلاح المستقبلية ومجددا تأكيده على أن هذه الاصلاحات ستتم بالشراكة مع كل الاحزاب والمنظمات حتى تصل البلاد إلى توافق اقتصادي مثلما توصلت إلى توافق سياسي مضيفا أن تونس في حاجة اليوم الى كل أبنائها من أجل مزيد العمل والإنتاج وتقاسم التضحيات كما هي في حاجة الى دعم كافة الأصدقاء. وفي معرض ردوده على تدخلات عدد من الشخصيات السياسية وقادة الفكر ورجال الأعمال الحاضرين، أثنى رئيس الحكومة على الرئيس الأمريكي باراك أوباما لدعمه لبلادنا مشيرا الى أن تونس تتطلع الى دعم أكبر مبينا أن العمل جارٍ لإعداد اتفاق التبادل الحر والعمل على الارتقاء بعلاقات تونس الاقتصادية مع واشنطن على غرار ما هو معمول به مع أوروبا. وذكر السيد مهدي جمعة في ختام محاضرته بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن أن هذه الزيارة تعدّ مناسبة سانحة لطرح كل آفاق وأطر التعاون في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والتكوينية والأمنية بين تونسوالولاياتالمتحدةالأمريكية مبرزا أن تونس ستعمل مع أصدقائها في الولاياتالمتحدة على مزيد دعم التدرب على اللغة الانقليزية بما هي أداة لمزيد التشغيل وتطوير الخدمات وذلك دون المس من مكانة اللغتين العربية والفرنسية وداعيا المستثمرين في الولاياتالمتحدة إلى الاستثمار في تونس في مختلف المجالات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية .