بقلم الأستاذ بولبابة سالم يشكّل المناضل القومي الإجتماعي لمين البوعزيزي أحد الأبطال الميدانيين للثورة التونسية في سيدي بوزيد , و لأنّ رمزية الثورة قد سرقتها الأحزاب السياسية بفعل ماكينتها الإعلامية و ركب عليها الإنتهازيون و بعض اللصوص فإنّ هذا الباحث في الأنتروبولوجيا الثقافية قد تناساه الكثيرون لكنه لفت انتباه الجميع عند ظهوره الإذاعي و التلفزي , لغة بسيطة و كلام مباشر دون مساحيق و تسمية للأشياء بأسمائها دون مواربة أو تحفّظ يمارسه الجبناء و صغار النفوس ممّن يقولون نصف الحقيقة . لقد قالها صراحة , الأحزاب السياسية خانت أهداف الثورة و دخلت لعبة الصفقات و المساومات و على قواعد الأحزاب القومية و الإسلامية و الشيوعية أن تفكّ ارتباطها بقياداتها المكبّلة و العاجزة و التي تتعرّض للابتزاز و تمارس المقايضة السياسية بسبب وجود ملفات تدينها مما يضطرّها للتنازل و السكوت عن الكلام المباح . لقد حان الوقت كي تقطع قواعد هذه الأحزاب الذين مازالوا يحملون الصفاء الثوري علاقة المريد بشيخه في علاقتهم بقياداتهم الحزبية , فهذه القيادات عاجزة عن التعبير عن طموحاتهم بسبب تلك القيود . الثروات التونسية تباع بأبخس الأثمان للأسواق الفرنسية دون أن تحرّك حكومات ما بعد الثورة ساكنا , الفرنكفونيون و الذين لهم علاقات زبونية و مصالح شخصية مع المستعمر القديم بحكم دراسة أبنائهم في الخارج سيكونون أشدّ وطأة في ضرب الثورة لأن "الصبايحي "يكون أكثر شراسة من سيّده . روّاد السفارات الذين يطوفون كل يوم بأسيادهم لتلقي التعليمات و الأموال للعب دور الصبايحي الصغير ثم يأتوننا في المنابر الإعلامية للحديث عن الثورة و أهدافها و مقاومة الفساد { و هم أكبر الفاسدين } . في تونس يحيون بورقيبة من جديد لأنّهم ليسوا من أبناء الثورة و في مصر عاد جماعة السادات و كل طبقته الإنتهازية { و ليس عبد الناصر كما يروّج البعض }فالمافيات لن ترض بالمنطق الثوري فهو يهدد مصالحهم , أبناء الثورة الحقيقيون لم يمارسوا السلطة , ففي تونس هناك جهات تناضل و جهات تحكم , إذا عبّرت هذه الجهات عن غضبها قالوا : "هذه جهويّات " , و إذا أمسك أبناء الجهات المناضلة بالسلطة قالوا عنهم :" لا يصلحون للحكم و نحن أهله " فهل هناك أكبر من هذا الغبن ؟؟؟ طبعا , لن تستدعي القنوات المافيوزية لمين البوعزيزي لأنّه سيقلب عليهم الطاولة و سيرتعدون أمامه . تحياتي للأستاذ لمين البوعزيزي على وفائه لروح الثورة , فعندما نسمعه في الإذاعة الوطنية أو نشاهده في بعض القنوات التلفزية نستحضر لحظات الصفاء الثوري و سيدي بوزيد المناضلة فالكثير من أبناء الشعب الكريم معجبون بتعليقاته و رجونا أن نتحدّث عنه بعد أن باعت الطبقة السياسية أهداف الثورة في سوق العرض و الطلب .