قال رئيس الحكومة السابق علي العريض إن سيناريو الانقلاب العسكري الذي حدث في مصر لم يحدث في تونس بسبب اختلاف تركيبة الشعب التونسي والقوى السياسية والاجتماعية وطريقة التعاطي السياسي. وأضاف خلال استضافته في برنامج "لقاء اليوم" على شاشة الجزيرة أن الثورات العربية تتعامل وفق خصوصيات كل بلد، كموقع الجيش وعلاقاته بالسياسة والاقتصاد، وهذا اختلاف جوهري، بالنظر لوضع الجيش في مصر. وأوضح العريض أن من كان يحكم في تونس هو ائتلاف بين أحزاب مختلفة، من بينها حركة النهضة، وبالتالي فإن نجاح تونس في عدم تكرار السيناريو المصري عائد إلى حركة النهضة والأحزاب السياسية ونضجها والجيش الوطني ونضج الشعب التونسي الذي استطاع أن يفرِّق بين نقد حزب أو نظام وبين الحفاظ على الدولة. وفي ما يتعلق بالشأن الداخلي في تونس، أكد رئيس الوزراء السابق أن الحكومة الحالية برئاسة مهدي جمعة تعمل في الاتجاه الصحيح، وقال إن التحديات التي تعترضها هي نفسها التي اعترضت الحكومات السابقة، وأبرزها التحدي الاقتصادي الاجتماعي المتمثل في معالجة القضايا الملحة ومواصلة الإصلاحات. واعتبر العريض أن أمام الحكومة أيضا التحدي الأمني لبسط الأمن ومقاومة الجريمة وملاحقة ومقاومة الإرهاب والتهريب، فضلا عن ملف العدالة الانتقالية ومقاومة الفساد. وبشأن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، قال إن كل حكومة ولها ظروفها، وأوضح أنه تم الاتفاق على ألا تتجاوز الانتخابات عام 2014، "وأوجدنا قانون الانتخابات وتمت المصادقة عليه، ويتم الآن حوار وطني بين أغلب الأحزاب بشأنه". وأوضح العريض أن حركة النهضة تعمل بشكل جماعي، وهناك مؤسسات هي التي تقرر من سيترشح للرئاسة، وقال إن أمام الحركة خيارين: "إما ترشيح أحد أبناء الحركة أو مساندة أحد المرشحين من خارجها، لكن هذا لم يتقرر بعد". وحول ما تردد حول ترشح الرئيس التونسي المنصف المرزوقي للانتخابات الرئاسية المقبلة، قال العريض إن المرزوقي يقوم بمهامه كرئيس دولة، ويسهم في أن تصل البلاد إلى هذه الانتخابات بغض النظر عن الشخص أو الحزب الذي تكون له الأغلبية، وهو لم يعلن هل سيترشح أم لا.