الليبيّون يزدادون اقتناعا بالحوار والاتفاق ثورة سوريا اختلطت بالإرهاب قال علي العريض رئيس الحكومة التونسية السابق إن سيناريو الانقلاب العسكري الذي حدث في مصر لم يحدث في تونس بسبب اختلاف تركيبة الشعب التونسي والقوى السياسية والاجتماعية وطريقة التعاطي السياسي. وأضاف خلال استضافته في برنامج «لقاء اليوم» على قناة الجزيرة إنّه يتوجب التعامل مع الثورات العربية وفق خصوصيات كل بلد، كموقع الجيش وعلاقاته بالسياسة والاقتصاد، وهذا اختلاف جوهري، بالنظر لوضع الجيش في مصر. وأوضح العريض أن من كان يحكم في تونس هو ائتلاف بين أحزاب مختلفة، من بينها حركة «النهضة»، وبالتالي فإن نجاح تونس في تفادي السيناريو المصري عائد إلى حركة «النهضة» والأحزاب السياسية ونضجها والجيش الوطني ونضج الشعب التونسي الذي استطاع أن يفرِّق بين نقد حزب أو نظام وبين الحفاظ على الدولة. وأكد العريض أن «النهضة» تنظر إلى ما يحدث في مصر على أنه «انقلاب وانتكاسة للديمقراطية»، ورغم تشديده على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، فقد أعرب عن أسفه لما وقع من ضحايا، واعتقالات وأحكام بالإعدام. واعتبر العريض أن ضعف الإقبال على التصويت في الانتخابات الرئاسية كان بمثابة رسالة من المصريين للعالم بأن مستقبل مصر لن يكون بالسهولة التي يتصورها البعض، وبهذه الطريقة التي تناهض الديمقراطية، كما أنه لن يكون بالإقصاء، مؤكدا أن نجاح مصر لن يكون مزدهرا إلا بالمصالحة والخروج من وضعها الحالي. (ليبيا وسوريا) وحول التطورات الأخيرة في ليبيا، قال العريض إن «ما يحدث في ليبيا يشغلنا كثيرا، فحدودنا مفتوحة معها. الليبيون الآن يزدادون اقتناعا بالحوار والاتفاق. نحن على اتصال مباشر بكل الأطراف هناك ونبذل الجهود للحوار والتأكيد على أن الحسم يجب ألا يكون بالسلاح»، مرجحا أن يقتنع الليبيون بذلك.وحول قوة اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا، قال العريض إنه لا يمتلك معلومات تستحق الذكر في ما يتعلق به، لكنه أوضح أن حفتر يحظى بدعم بعض الدول، وقال «معلوماتي فقط أن هناك في ليبيا قوى عديدة مسلحة ولا يمكن حسم القضايا بالسلاح». وبشأن الخطر الذي تشكله ليبيا على تونس، قال العريض إن الخطر يأتي من جهة انتشار السلاح الكثيف والمجموعات الإرهابية التي استغلت مجال الحرية الكبير وضعف الدولة وبدأت تخطط ضد تونس، محذرا من أن ذلك يمثل خطرا على الأمة بأكملها، وعلى أنه من مصلحة الجميع ألا تتم تغذية العنف كبديل للحوار الوطني. وحول الأزمة السورية قال العريض «هذا جرح آخر ينزف في الأمة، الضحايا بالآلاف والدمار كبير. وما يزيد الأمر سوءًا أن الثورة التي انطلقت من أجل الحرية اختلطت بالإرهاب الذي أوشك أن يشوه الثورة». (الحكومة والانتخابات) وفي ما يتعلق بالشأن الداخلي في تونس، أكد رئيس الوزراء السابق أن الحكومة الحالية برئاسة مهدي جمعة تعمل في الاتجاه الصحيح، وإن التحديات التي تعترضها هي نفسها التي اعترضت الحكومات السابقة، وأبرزها التحدي الاقتصادي الاجتماعي المتمثل في معالجة القضايا الملحة ومواصلة الإصلاحات. واعتبر العريض أنه أمام الحكومة أيضا تحدّ أمني يتمثل في بسط الأمن ومقاومة الجريمة وملاحقة ومقاومة الإرهاب والتهريب، فضلا عن ملف العدالة الانتقالية ومقاومة الفساد.وبشأن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، قال إن لكلّ حكومة ظروفها، وأوضح أنه تم الاتفاق على ألا تتجاوز الانتخابات عام 2014، «وأوجدنا قانون الانتخابات وتمت المصادقة عليه، ويتم الآن حوار وطني بين أغلب الأحزاب بشأنه». وأوضح العريض أن حركة «النهضة» تعمل بشكل جماعي، وأن مؤسّساتها هي التي تقرّر من سيترشح للرئاسة، وقال إن أمام الحركة خيارين: «إما ترشيح أحد أبنائها أو مساندة أحد المرشحين من خارجها، لكن هذا لم يتقرر بعد».وحول ما تردد عن ترشح المنصف المرزوقي للانتخابات الرئاسية المقبلة، قال العريض إن المرزوقي يقوم بمهامه كرئيس دولة، ويسهم في أن تصل البلاد إلى هذه الانتخابات بغض النظر عن الشخص أو الحزب الذي تكون له الأغلبية، مشيرا إلى أنه لم يعلن بعد هل سيترشح أم لا.