بقلم الأستاذ بولبابة سالم لأوّل مرّة في تاريخ السياسة يطلب حزب تأجيل انتخابات تضعه فيها استطلاعات الرأي في المرتبة الأولى و بفارق كبير عن منافسيه في التشريعية و الرئاسية . ما صرّح به السيد الباجي قائد السبسي في ندوة صحفية حول خشيته من تكرار نتائج انتخابات 23 أكتوبر 2011 بسبب عزوف الناخبين عن التسجيل و عدم رضاه عن الرقم المعلن للمسجلين الجدد {70 ألف } يجعلنا نشكّ في نتائج استطلاعات الرأي . لقد بشّرتنا سيغما كونساي بقرب صعود الحكام الجدد إلى كرسي الحكم و طاف مديرها حسن الزرقوني بأغلب المنابر الإعلامية للتسويق لبضاعته قبل أن يوقف قرار الهايكا و هيئة الإنتخابات حديثه عن نتائج استطلاعاته .لا أظن أن السيد الباجي قائد السبسي بخبرته الطويلة يصدق نتائج استطلاعات الرأي فهو يدرك خبايا الأمور و ما خفي كان أعظم , و لأنّ أصدق كلمة قالها بن علي في خطابه يوم 13 جانفي هي " غلّطوني " وهو أمر صحيح بسبب ما يقوم الإنتهازيون و الوصوليون من قلب للحقائق فإنّ السياسي المحنّك لا يقع في نفس المطبّات .فهل سمعتم بسياسي ترشحه استطلاعات الرأي للفوز اليوم يعطي الفرصة لمنافسيه لتدارك أمرهم ؟ منذ أيام صرّح محسن مرزوق لجريدة البيان الإماراتية بأنّه إذا لم يفز حزب نداء تونس بالإنتخابات فذلك يعني أنها غير شفافة و نزيهة , يعني لا نقبل نتائج الإنتخابات إلا في صورة الفوز و هذا سلوك غير ديمقراطي و فيه رفض لنتائج الصندوق و اختيار الشعب . فهل أصبح الصندوق الإنتخابي كابوسا مرعبا إلى هذا الحدّ ؟ لم يكتف نداء تونس بذلك بل شكّك على لسان بعض قيادييه حتى في استقلالية هيئة الإنتخابات التي وقع التصويت عليها بالتوافق بين جميع الأحزاب داخل المجلس الوطني التأسيسي . لقد أدرك جماعة نداء تونس أنّ حزبهم غير مستعد للإنتخابات و بدأت الصراعات على الكراسي تشق صفوفه , و ربّما استفاقوا على حقيقة أن تونس ليست العاصمة لوحدها , ففي تونس الأعماق حقائق أخرى . موقف سي الباجي لن تدعمه بقية الأحزاب { ما عدا الأحزاب التي تؤمن بالإنقلابات للوصول إلى السلطة } فتجربة الإتحاد من أجل تونس مازالت في البال .