أبو مازن، جامعي ما هذا الذي يحدث تحت أنظار الجميع، وزارة و نقابة تدعي تمثيلية الجامعيين، تصمت صمت القصور لمّا يطرد الاستاذ من المدرج لتعلات سياسية ضيقة لا ناقة للعلم والتعلم فيها ولا جمل. الاستاذ نذير بن عمو الذي يجلب اسمه الاحترام والتقدير منذ أن التحق بسلك التعليم العالي والذي تنتظر الطلبة محاضراته لتحضرها بكل شغف واهتمام يطرد من قاعة الدرس المقدسة التي تجمعنا بأبنائنا الطلبة فنتبادل المعلومات ونوضح الحاضر ونستشرف المستقبل. لماذا لم تثر مثل هذه الحماقات في السنوات الفارطة قبل وبعد الثورة، ما الذي تغير حتى يستعر الوضع وتهب شرذمة من شباب اليسار المتطرف ليرددوا شعارا قديما لا يعترض عليه اثنان في تونس : جامعة شعبية تعليم ديمقراطي ثقافة وطنية. كل التونسيين يقول هذا الكلام و يسعون لتحقيقه دون أن ينالوا من أستاذ عرف بمكانته العلمية والمعرفية في مجال القانون و عرف أيضا بدماثة أخلاقه و سموه على الرد عن تصرفات الحمقى المتخمرين بتروتسكي و لينين و ماركس وحمه. يبدو أن انتماء السيد نذير لحكومة الترويكا في نسختها الثانية هو السبب في هذه الفوضى الداعشية الطلابية، لماذا ينسى هؤلاء ان السيد الوزير السابق عين لتحييد وزارة العدل كما ارتأى أهل السياسة والمنظمات الوطنية في ذلك الوقت. هذا الزميل الأستاذ لازال على استقلاليته ولم تناله شوائب الدهر من خرف وبلاهة حتى يحتج الطلبة على دروسه و يستقبلونه بكذا استقبال. يبدو أن تعيين الاستاذ كمستقل بارز في قائمة النهضة تونس 1 هو السبب الرئيسي لمثل هذا التصرف المشين فيتناسى الطالب المغرر به قدر الاستاذ المعلم و ينسى فارق السن ثم ينسى مبادئ الحرية التي تعلمها و يدعي أنه يناضل من أجلها. لو يؤاخذ الاستاذ على فكره الشخصي وانتمائه الايديولوجي و انتسابه الحزبي لأفرغت كلياتنا التونسية ولم يبق الا القليل الذي كره هذه التصرفات المتعجرفة للطلبة ومن يساندهم من الخارج فابتعد عن السياسة والفكر. ان اتحاد الطلبة أ.ع.ط.ت. الذي يدعي النضال يحرم الطلبة من الدرس و يؤجج نار الاضرابات فيقطع الدروس لتعلات سياسية بحتة لا تهم العلم ولا سير الدروس. ننتظر بيانا على عجل يصدره كاتب نقابة التعليم العالي الذي سارع لينتقد الحجة البيضاء ويتباطئ اليوم في التنديد بصرف استاذ عن القيام بواجبه. ننتظر أيضا استنكارا شديد اللهجة من وزارتنا الموقرة و ربما تتبعا تأديبيا لهؤلاء المغرر بهم حتى نعلم أن هناك من يحفظ حقوقنا و يدافع على الاستاذ وسمعته و يسنده في مواقف تضر بتعليمنا العالي و تنحدر به الى الفوضى والعنف اللفظي والمادي.