أبو مازن بعد أن بيّض وجه شارلي لمّا استدعى زينب، حاول الوافي البارحة تبيض وجوه عدد من قادة اعتصام الرحيل وباعثي نداء تونس للاستثمار السياسي. لقد جمعهم الوافي في ليلة باردة يشتكون حزبهم ففاضت الأحاسيس و شُتم من شُتم ومُدح من مُدح. قسيلة يصرّ الحاحا على تزوير بيان المكتب التنفيذي لنداء تونس بخصوص تشكيل الحكومة وتشريك النهضة والحزب يرفض هذه التصريحات جملة و تفصيلا، ما هذا يا قوم؟ ألستم القوة الضاربة شعبيا واداريا و ماليا في البلاد؟ ألستم من لم يستطع تشكيل الحكومة مرة أولى وهممتم بالثانية ولكن النهضة أنقذتكم وحفظت ماء وجهكم. هذا غسيل منشور وهذه ثياب مازالت ملطخة بالأدران لم يفركها صابون الثورة ولم تعطرها روائح مشاركة النهضة. انها الفرعنة لاريب حين يعلن أحد الضيوف أنّ الحزب الفائز المشكّل للحكومة غير راض عن ذلك الفريق الوزاري الضعيف ثم يستلهم امكانية سقوطه في قادم الأيام. لقد حاول قسيلة هذه المرة التأكيد على أصوله التجمعية فردد ذلك أكثر من مرة لعله يجد ماضيا مدخرا يحميه صولات وحوش نداء تونس ذوي الأصول التجمعية، ثم حاول التقرب أكثر فأكثر من اللطيف فذكره وذكر زوجه وأثنى عليهما كما ذكر علاقاته بشيبوب و أثنى عليه منذ أن كان صهرا خدوما للمخلوع. ربما يعودون الى مربع الحكم فيجد حاضر اليوم ينجيه من مستقبل الغد. قسيلة حمل حملة شعواء على التكتل في شخص رئيس حزبه حين وصفه بالخاسر الأكبر ونسي أنّ ذلك الحزب المعارض لبن علي هو من احتضنه و منحه تلك الشهرة حين مكّنه من تمثيل قائمة من قوائمه لانتخابات التأسيسي. لكنه كان ناكرا للعشرة كما فعل مع الماضي التجمعي، فلا تبتئس سي مصطفى فقد تجود الأيام بانخراط جديد لضيف الوافي في حزبكم. مجمل الحلقة لخّصه بن عثمان، عثمان ماذا أيها الأبله؟ ذاك الذي لم ير طعم الراحة والنوم على حد قوله الا عندما انتصر نداء تونس فاطمئن على تونس قاطبة. لا يقدر الرجل ان يلتزم بالثقافة و كريسما النخبة المثقفة بضع دقائق حتى يلغ في اناء العموميات و الشعبويات و مبتذل الكلام فيستظرف قسيلة لمّا ناداه بخمّوس و يضرب الدّف لحاكم قرطاج الجديد دون أن يطلب منه أو يساق لذلك الفعل فيظهر الابتذال و ينهره الوافي ولكنّه يصرّ على اتمام نوبة المراسم. لا ننسى في هذا الخضّم السياسي الجديد الذي حاول عبثا عبر حائطه الفايسبوكي السعي لإقصاء النهضة و التمظهر بالولاء السياسي لحزب بنته أفكار واطروحات سياسية ففنّد عديد المرات أي امكانية للتعايش بين الحزبين الكبيرين واعتبر ذلك خيانة للناخبين الذين منحوا أصواتهم. كلاّ، تلك مجرد اختلاجات و مواقف انفعالية تسعى لإنتاج قيادة سياسية شابة لهذا الحزب اليافع الذي راوغ بطريقته وفاز بالأغلبية الضعيفة، ففرّط في انتصاره و آمن بالواقع التونسي الذي احتار الشرق والغرب في فهمه و دراسته و الاقتداء به.