أكّد رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي في كلمة توجه بها مساء أمس الاثنين 4 فيفري، أنّ "البلاد تعيش مرة أخرى وضعا دقيقا يثير الكثير من التساؤلات ومن الحيرة وربما البلبلة في بعض الأذهان". ونفى المرزوقي ما يشاع بشأن استقالته، قائلا إنّه اعتبر نفسه دائما مسؤولا عن النموذج التونسي للانتقال الديمقراطي "وهو أن بلادنا فيها جزء محافظ وجزء حداثي وهما مكونان للنسيج الوطني ويحب أن يتعايشو، وهذا ما يجب أن ينعكس في الحكومة التي تقود البلاد كي لا تكون طرف ضد طرف، أحدهما في السجن والآخر في السلطة"، وفق تعبيره. وتابع المرزوقي "وأنا أطمئن التونسيين أنني لن أستقيل وسأقوم بواجبي حتى الانتخابات ويأتي من يأخذ مكاني". ورأى رئيس الجمهورية أنّه مسؤول عن هذا النموذج "ومسؤول فيه وناديت دائما بتواصله ووجود حكومة ائتلافية تقود هذه المرحلة الانتقالية بسلام، وهذه الحكومة من هذا النوع ضرورية". موضحا أنّه لم ير نية عند أي طرف للاستفراد بالحكم أو فرض مواقفه. وأفاد المرزوقي في كلمته أنّ الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد هي "أزمة خلاقة ولا علاقة لها بعهد الدكتاتورية، فنحن بصدد بناء مؤسسات وعقليات وتصرفات جديدة، وهي أزمة يجب أن نواكبها بروح اعتزاز"، وفق تعبير رئيس الجمهورية. ودعا رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي إلى وضع هذه الأزمة في إطارها، مؤكدا "نحن نسير فيها بأقل أضرار ونحن في الطريق الصحيح". وبالنسبة إلى أزمة التحوير الوزاري قال المرزوقي إنّها "أزمة سياسية حقيقية لكنها طبيعية كذلك كي نمر إلى مرحلة أفضل، وهي ليست أزمة أشخاص ولا أقبل التهجم على الأشخاص وتونس فوق كل اعتبار حزبيّ". وأرجع رئيس الجمهورية هذه الأزمة إلى "سياسات في معالجة الإشكاليات بأكثر حزم. وأنّ هذه التجاذبات تسير نحو حل يمكّن الدولة من التواصل ولا خوف على الدولة من الاستمرار". منوها بمجهودات رئيس الحكومة حمادي الجبالي الذي "يعمل ليلا نهارا على تجاوز هذه الأزمة"، وفق تعبيره. وأضاف رئيس الجمهورية أنّه "في خضم هذه التجاذبات نعي بأنّ تونس في مفترق طرق وأنّه لا يجب أن ننزلق في الطريق الخاطئ، وما يمنعنا من الانزلاق في هذا الطريق الخاطئ هو الشعور بالمسؤولية أي أن يفهم كل طرف أن تونس لا تتحمل التجاذبات ولا ندفع الآخر نحو الخطأ". معتبرا أنّ ذلك " يتطلب البحث عن التوافقات وهي مسؤولية مشتركة بين الحكومة والمجلس الوطني التأسيسي وكل الأحزاب السياسية ومسؤوليتي لأن مسؤولية الجميع ايجاد التوافقات، لأنّ بلادنا لا تتحمل التجاذبات". وختم رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي كلمته قائلا إنّ "المستقبل واضح إن تحلينا بالمسؤولية، وصياغة دستور توافقي يؤسس لدولة مدنية متجذرة في إسلامها".