بعد حادثة اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد، لوحظ أنّ هناك اهتمام مكثّف من قبل بعض وسائل الإعلام الجزائريّة بالشأن الداخلي التونسي ومسار التحقيق وأيضا بخصوص حكومة التكنوقراط التي اقترحها حمّادي الجبالي. اهتمام يثير الاستغراب دفع البعض إلى التساؤل إن كان هذا التعامل "الإعلامي" من قبيل "التسريبات المخابراتيّة". عناوين تحريضيّة بعد حادثة الاغتيال تداولت الصحف الجزائريّة معطيات دون الكشف عن هوية مصادرها، تركز أغلبها على محاولات توريط الإسلاميين. وذلك على غرار عنوان صدر في صحيفة الشروق "السلفيين نحن أو لا أحد"، وعنوان " أبو عياض الذي يرعب التوانسة" وفي "لو سوار" الناطقة بالفرنسية "الإسلاميون يسقطون معارضا"، إلى جانب عناوين متفرقة على غرار "دعوات لإخراجه من مقابر المسلمين بحجة أنه كافر وملحد" و"الجيش التونسي يحرس قبر بلعيد بعد تهديد السلفيين بنبشه". وكذلك "يحملون الهراوات ويستهدفون الحانات والملاهي، سلفيون يؤسسون "شرطة إسلامية" بمدن تونسيّة". كما نشرت إحدى الصحف خبرا عن اعتزام 12 ألف تونسيا في سوريا ينتمون الى الجماعات المسلّحة إلى العودة إلى تونس، في إشارة إلى أنّ تونس "تصدّر الارهاب". ولم تغفل هذه الصحف التسريبات الأخيرة الخاصة بالتباين بين رموز حركة النهضة لنجد عنوان "انهيار جمهوريّة الغنوشي"، وغيرها من العناوين التي تجعلنا نتساءل هل بعض الجزائريين يعلمون أكثر من التونسيين بما يجري بينهم؟ اهتمام مريب للزجّ بالإسلاميين ويثير هذا المنعرج الإعلامي الجزائري التساؤل إن كان بعض الفاعلين النافذين في الجارة الجزائر وهي من الدول التي بقيت خارج "الربيع" العربي، وجدوا الفرصة في حادثة الاغتيال للانقضاض على بريق النموذج التونسي، والإيحاء بتماثل تجربة الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالجزائر مع تجربة حركة النهضة التونسية، على اعتبار أنّ قطاعا من الجزائريين يعتبرون أنّ الجبهة الإسلاميّة مسؤولة عن الحرب الأهلية الدامية التي عاشتها بلادهم طيلة عشر سنوات.