أعلنت المعارضة السورية صباح اليوم السبت 23 فيفري، أنّها تريد تشكيل حكومة تدير "المناطق المحرّرة" في شمال وشرق سوريا التي شهدت ثاني كبرى مدنها، حلب، غارات صاروخية عدة أسفرت عن 29 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى. وردّا على هذه الغارات، أعلن الائتلاف المعارض في بيان له اليوم السبت، تعليق مشاركته في مؤتمر "أصدقاء سوريا" المقبل في روما "احتجاجا على الصمت الدولي" على "الجرائم المرتكبة" بحقّ الشعب السوري، كما قرّر رفض تلبية دعوة لزيارة واشنطنوموسكو. وطالب الائتلاف "شعوب العالم كافة باعتبار الأسبوع الممتد من 15 إلى 22 مارس، وهو الذكرى الثانية لانطلاق الثورة السوريّة أسبوع حداد واحتجاج في كل أنحاء العالم". وتضمّ مجموعة "أصدقاء الشعب السوري" أكثر من مئة دولة عربية وأجنبية والعديد من المنظمات الدولية والإقليمية وممثلين عن المعارضة السورية. قتلى وجرحى في حلب وأفاد ناشطون عن مقتل 29 شخصا على الأقل بعد سقوط صواريخ أرض أرض على حي في مدينة حلب "شمال"، مؤكدين أنّ الحصيلة مرشحة للارتفاع. وفي القاهرة، قال المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض وليد البني"اتفقنا على ضرورة تشكيل حكومة لتدبير الأمور في المناطق المحررة"، لافتا إلى أن الائتلاف سيجتمع في الثاني شهر مارس لتحديد هويّة رئيس هذه الحكومة وأعضائها. وأوضح أعضاء في الائتلاف أنّ هذا الاجتماع سيعقد في مدينة اسطنبول التركية. ويعقد الائتلاف السوري المعارض منذ الخميس اجتماعات في القاهرة يبحث خلالها الطرح الذي تقدم به رئيسه أحمد معاذ الخطيب لجهة إجراء حوار مباشر مع ممثلين للنظام السوري "لم تتلطخ أيديهم بالدماء". وفيما كانت العاصمة السورية تلملم جراحها غداة مقتل أكثر من ثمانين شخصا في سلسلة تفجيرات تعتبر الأكثر دموية في العاصمة منذ بدء النزاع في سوريا قبل 23 شهرا، ندد الإبراهيمي في بيان "بشدة بالتفجير الوحشي والرهيب في دمشق امس "الخميس" والذي أسفر عن مقتل نحو مئة شخص وإصابة 250 مدنيا". وأضاف "ليس ما يبرر أعمالا رهيبة مماثلة تشكل جرائم حرب وفق القوانين الدولية". وذكر البيان الصادر في نيويورك بان الموفد الدولي اقترح في تقريره الأخير إلى مجلس الأمن الدولي في 26 جانفي "إجراء تحقيق دولي مستقل في جرائم كهذه". حصيلة قتلى الخميس انفجرت أربع سيارات مفخخة الخميس في دمشق، احداها فجّرها انتحاري قرب مقر حزب البعث في حي المزرعة وأسفرت عن مقتل 61 شخصا، بينهم 17 عنصرا من قوات النظام. وبين الضحايا أطفال كانوا في المدارس. كما وقعت ثلاثة تفجيرات أخرى متزامنة تقريبا في منطقة برزة في شمال دمشق استهدفت مقار أمنية وقتل فيها 22 شخصا، بينهم 19 عنصرا من قوات النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكانت وزارة الخارجية السورية اتهمت "مجموعات إرهابية مسلحة مرتبطة بالقاعدة" بتنفيذ عملية التفجير بالقرب من مقر حزب البعث، فيما أدان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية "التفجيرات الإرهابية، " أيا كان مرتكبها وبغض النظر عن مبرراتها". ولم ينجح أعضاء مجلس الأمن الدولي ال15 في الاتفاق على نص بيان حول الهجمات التي شهدتها العاصمة السورية بسبب خلاف حول تحديد المسؤوليات عن أعمال العنف المترتبة على كل من النظام والمعارضة في نص الإعلان، بحسب ما قال دبلوماسي في المنظمة الدولية. واتهمت موسكو الدبلوماسيين الأميركيين بعرقلة صدور إدانة عن المجلس. وقالت البعثة الروسية في بيان إن الولاياتالمتحدة "تشجع" الاعتداءات عبر عرقلة بيانات مجلس الأمن حول سوريا. روسيا والصين توافق بشأن سوريا أكدت روسيا والصين تقارب مواقفهما في ما يتصل بمجمل القضايا الدولية، وخصوصا الأزمة السورية، وذلك تمهيدا لزيارة للعاصمة الروسية سيقوم بها الرئيس الصيني الجديد شي جين بينغ. كذلك نددت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون بالاعتداء الذي اوقع زهاء مئة قتيل الخميس في دمشق، مؤكدة أن "عملية سياسية ذات مصداقية" من شأنها أن تنهي إراقة الدماء في سوريا.