دعا رضا بالحاج الناطق الرسمي لحزب التحرير إلى إنشاء بنك للمعلومات يجمّع فيه كل المعلومات والوثائق التي تدين من وصفهم ب"عملاء الغرب الكافر"، طالبا تسخير هذا البنك لفائدة السياسيين "الشرفاء" قصد توفير مناخ سياسي وإعلامي يمكِّن من محاسبة هؤلاء المورّطين. وأضاف بالحاج في الندوة الفكرية السياسية التي انعقدت اليوم السبت 30 مارس 2013، تحت عنوان "التدخل الاستعماري في البلاد والارتهان إلى الأجنبي والعمالة"، ضرورة عقد ميثاق شرف للوسط الإعلامي والسياسي يؤكد "أن الارتهان إلى الأجنبي خيانة منكر ومرفوض من هذه الثورة". ونبّه بالحاج إلى خطورة الدور الذي يلعبه العملاء في البلاد، داعيا إلى كشف كل ملفات الاستعمار الفرنسي ونشر وثائقه. مؤكدا خطورة الوضع الذي تعيشه تونس باعتبارها لم تتخلص من نير الاستعمار. وعدد رئيس المكتب السياسي لحزب التحرير عبد الرؤوف العامري محاولات التدخل الصارخ في شؤون الدولة التونسية من خلال المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تجيز "التدخل الاستعماري". مشيرا إلى القروض المسلمة من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي كمثال. التدخل الأجنبي استشرى كل مفاصل الحياة وقال العامري إن "التدخل استشرى في كل جوانب الحياة والدولة حتى أن برنامج الأممالمتحدة وتحديدا صندوق الأممالمتحدة للسكان الذي كلف نفسه عناء متابعة مستوى التنمية الذي بلغته تونس، على غرار وجود مكتب في البنك المركزي يطلع على أسرار البلاد إلى جانب البعثة التي قضت أسبوعين في وزارة المالية بداعي وضع خطة للإصلاح الجبائي". وأكد العامري أن "مفهوم الدولة هو اسم مزيف لاشتراطات المستعمرين وضمان سيطرتهم على الشعوب وتثبيت الوصاية الدولية"، مشيرا إلى قضية اغتيال شكري بلعيد والدعوة إلى تدويلها. وأشار العامري إلى عمليات اصلاح المنظومة الأمنية الذي تم بإشراف مركز جنيف للرقابة القانونية بالإضافة إلى اشراف وزيرة التشغيل البلجيكية على التوقيع على ميثاق العقد الاجتماعي الذي أمضي مع حكومة الجبالي بمناسبة حلول ذكرى 14 جانفي. وأكد العامري أن البلاد تقع تحت إمرة الغرب من خلال السياسات التي يرسمها وتحديد المسؤوليات والابقاء فقط على الدور التنفيذي للحكام الصوريين المتنافسين على تنفيذ هذه الإملاءات. تونس تمتلك ثروات لا يستهان بها وأشاد رئيس المكتب المحلي لحزب التحرير بالمرسى فتحي مروان بالثروات التي تمتلكها تونس من ذهب أسود وأصفر ومعادن اليورانيوم رغم المغالطات الكبرى والمتعمدة التي يسوّقها الحكام اليوم، منددا "بسيطرة أيادي أجنبية على عدد من المؤسسات العمومية من بينها ذكر مروان الادارة العامة للطاقة، المؤسسات البترولية، الديوان القومي للمناجم، الشركة التونسية للكهرباء والغاز بمعية الوزارة الأولى وزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية البنك المركزي وزارة المالية وفق مجلة المحروقات". وأشار مروان إلى عدد الرّخص المسلّمة للتنقيب عن ثروات البلاد التونسية التي تجاوزت ال 50 رخصة مع وجود مخزون هام للنفط والغاز والتكتّم على تواجد هذه الثروات، مضيفا أن هذه المعطيات تم إثباتها من خلال تقارير دائرة المحاسبات. معتبرا القوانين والتشريعات المنظمة للقطاع هي الواجهة الأمامية التي يستهين بها الغرب للتخفي. وكذلك النهب المنظّم من الشركات الأجنبية على رأسها بريطانيا التي حصلت على حصة الأسد واللبؤة نصيبها مما ينتجه قطاع الغاز، تحديدا الحقل الشرقي واستفادتها من 45 بالمائة من هذا المنتوج، بالإضافة إلى شركة "بريتش غاز" التي تتوّلى تشغيل هذا الحقل بمفردها بنسبة أرباح 100 بالمائة الذي يعد أهم الحقول على الاطلاق. مقاومة العمالة لاسترداد حقوق الأمة وقال مروان إن مشاريع الاستثمار وتعميم التكنولوجيا التي تتقدم بها دول أجنبية في تونس، هي حجج لاستنزاف هذه الثروات من البلاد معتبرا أن الحلول للخروج من مستنقعات العمالة يتمثل في مقاومتها لاسترداد حقوق هذه الأمة ومن بين الحلول أيضا التنصيص على أحكام الزكاة والملكية العامة وغيرها. ونادى رئيس المكتب المحلي للحزب بتونس محرز رجب بالسعي إلى "إدارة الحكم بشكل مستقل لاجتثاث مخططات الاستعمار وافشال محاولات بعض الأنظمة الغربية إثارة البلبلة في الأوساط السياسية والاجتماعية التونسية". مشيرا إلى التمويل "المشبوه" الذي تتلقاه بعض الأطراف لتنفيذ عمليات اغتيال وعنف لتبرير التدخل تحت عناوين وطنية دنيئة. ودعا رجب رجال السياسة إلى هدم هذا الوسط الذي وصفه بالمريض واستبداله بوسط يحافظ على كرامة الأمة وحكامها والانطلاق من عقيدة واحدة بتحكيم الإسلام.