قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني العميد مختار بن نصر، خلال لقاء إعلامي انعقد صباح اليوم الثلاثاء 07 ماي 2013 بقصر الحكومة بالقصبة، بخصوص تطورات الأحداث بجبل الشعانبي من ولاية القصرين إنّه تم العثور على 16 مخبأ صنعت من الأعشاب والأفرشة والرسائل وبعض الوثائق والكتب التي تبسط استعمال المتفجرات. وأكد العميد مختار بن نصر أنّه تم القبض إلى حدّ الآن على 37 شخصا متورطا في هذه العمليات في حين يتواصل البحث عن حوالي 20 شخصا آخرين، مشيرا أنّ الألغام المغروسة على مستوى جبل الشعانبي من صنع تقليدي وضعت بدقة في أماكن متخفية يصعب كشفها وصنعت هذه الألغام من مادة "الأمونيتير". وأوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني أنّ عمليات التمشيط هي عمليات دقيقة وطويلة الأمد وقد انطلقت منذ 29 أفريل 2013، بالتنسيق مع وحدات الأمن والحرس الوطني وحرس الغابات، وتواصلت هذه العمليات خلال الأسبوع الأوّل دون تسجيل خسائر. وأضاف بن نصر أنّ الهدف من العملي العثور على المجموعة المتحصنة بجبل الشعانبي وتنظيف الجبل الذي يمسح 100 كلم مربّع من هذه المصائد، مؤكدا أنّ دخول هذه العمليات أسبوعها الثاني رافقته عدة إصابات استهدفت بعض الأمنيين والعسكريين الذين يخضعون الآن للعناية الطبية اللازمة في المستشفى العسكري بتونس. وشدّد العميد مختار بن نصر أنّ وقوع خسائر لا تثني الأمن والجيش الوطنيين على مواصلة هذه العملية إلى حين القضاء عن هذه المجموعات. وقال بن نصر إنّ منطقة جبل الشعانبي لم تعد آمنة لاختباء هذه المجموعات المسلحة ولم يعد أمامهم سوى أمرين إمّا أن يدخلوا في مواجهة مع الجيش الوطني أو تسليم أنفسهم على حدّ قوله. وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني أنّه تم ضبط برنامج واسع على كامل جبال الجمهورية التونسية وكل الكهوف والمغاور والمنازل المهجورة وقد أصبحت جميع هذه الأماكن محاصرة ومراقبة. وأفاد العميد بأنّ هناك تنسيق بين تونس والجزائر على مستويين اثنين أوّلا على مستوى ميداني من خلال التنسيق بشأن مسألة تمشيط المناطق الحدودية وإعلام كلّ طرف الطرف الآخر بمكان هذه العملية، ثانيا وجود تنسيق على مستوى تقديم المعلومات وإفادة كلّ من الطرفين التونسي والجزائري بالمعطيات المستجدة. من ناحية أخرى تطرق الناطق الرسمي باسم الوزارة إلى مسألة نشر بعض وسائل الإعلام لمعلومات غير مؤكدة ومغلوطة بشأن الأحداث في جبل الشعانبي، مؤكدا أنّ ذلك يندرج في إطار حرب نفسية ترتكز على نشر الشائعات والترويج للمغالطات. وبين أنّ ما يروج عن نقص في التجهيزات الأمنية والعسكرية يعد كلاما خاطئا باعتبار أنّ عملية التشيط لا تتطلب أساليب متطورة إنما تقتصر على السير على الأقدام نظرا لصعوبة التضاريس الجبلية واستعمال اسلحة وأجهزة كشف على الألغام والكلاب المدربة على كشف الألغام وحتى المخدرات. وأكد بن نصر ان الجيش التونسي مجهز بكاسحات الألغام وبتجهيزات أخرى إنّما لا يمكن استخدام هذه الكاسحات إلاّ في مساحات صحراوية شاسعة ولا يمكن استعمالها في المناطق الجبلية، إلى جانب أنّ العدو الذي تواجهه قوات الجيش والأمن هو عدو بدائي ومعالجة القضية لا تتم بأشكال متطورة. من جهة أخرى، قال العميد إنّ أعداد الجيش الوطني معقولة جدّا وهي تعد حسب تعداد السكان العام، بالإضافة إلى أنّ قوات الأمن متمركزة في أماكنها بشكل كامل والجيش الوطني يقوم بكل مهامه بشكل جيد سواء في المدن أو في الحدود وفي جميع المناطق، مشيرا أنّ الوضع الأمني والعسكري سجل خلال هذه السنة تحسنا مقارنة بالسنة الفارطة.