تقترب الانتخابات الرئاسية في ايران إلى أيامها الأخيرة الأمر الذي زاد من سخونة المشهد الانتخابي وجدية التنافس بين المرشحين إذ وسع المرشحون نشاطاتهم الانتخابية خلال الأيام الأخيرة. وترشح في هذه الانتخابات ثمانية أشخاص خمسة منهم ينتمون إلى التيار المحافظ وهم سعيد جليلي كبير المفاوضين الايرانيين ومحمد باقر قاليباف رئيس بلدية طهران وعلي أكبر ولايتي وزير الخارجية الأسبق ومستشار المرشد الحالي في الشؤون الدبلوماسية وغلام علي حداد عادل رئيس البرلمان السابق ومحسن رضائي امين سر مجمع تشخيص مصلحة النظام ورئيس الحرس الثوري الاسبق في المقابل ينتمي اثنان من المرشحين إلى التيار الاصلاحي وهما حسن روحاني أمين سر مجلس الأمن القومي الأسبق ومحمد رضا عارف مساعد الرئيس الايراني السابق خاتمي ويعتبر واحد من المرشحين مستقلا وهو محمد غرضي وزير الاتصالات الاسبق. فالتنافس في هذه الانتخابات بين شخصيات مختلفة ذات رؤى وتوجهات مختلفة الأمر الذي ظهر خلال قيام المرشحين بطرح رؤي وبرامجهم في حملاتهم الانتخابية خاصة خلال البرامج التلفزيونية منها المناظرات الثلاث التي اجريت في الأسبوع الماضي. وخلال هذه المناظرات التي خصصت للقضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية طرح كل من المرشحين ووجهات نظره وبرامجه حول مختلف القضايا والمشاكل العالقة في البلاد منتقدا ووجهات نظر سائر المرشحين وبرامجهم في نفس الوقت. وبلغ الخلاف في الرؤي والمواقف ذروته خلال المناظرة الأخيرة التي أجريت قبل يومين بخصوص السياسة الخارجية والملف النووي وطريقة اجراء المفاوضات مع مجموعة 1+5 إذ انتقد كل من حسن روحاني وولايتي ورضائي مواقف جليلي الحازمة مع مجموعة 1+5 مشددين في نفس الوقت علي ضرورة تقديم تنازلات في المفاوضات من اجل الحصول علي امتيازات ومكاسب والغاء العقوبات الدولية ضد ايران بينما شدد جليلي وحداد عادل علي ضرورة اتخاذ موقف حازم وجاد بخصوص الملف النووي وكذلك عدم المرونة بهذا الخصوص خاصة بخصوص تخصيب اليورانيوم للدفاع علي حقوق الشعب النووية والوصول إلى المزيد من التقدم في هذا الاطار. من الملفت أيضا أن المرشحين خلال دعاياتهم طرحوا أفكار ومواقفهم بحرية وبخصوص كل القضايا كما انتقد بعضهم الكثير من السياسات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية السائدة في البلاد وبثت هذه الانتقادات عبر التليفزيون الايراني الرسمي بشكل كامل ودون أي تغيير. فيمكن القول بناء على المعطيات المشار إليها إن الانتخابات الرئاسية في ايران انتخابات حرة تعددية تتواجد فيها مختلف التوجهات والانتماءات والتي تمثل مختلف شرائح وأطياف الشعب الايراني.